ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإ مسنون والجان خلقناه من قبل من نار السموم
الصلصال: الطين اليابس الذي يصلصل وهو غير مطبوخ، وإذا طبخ فهو فخار، قالوا: إذا توهمت في صوته مدا فهو صليل، وإن توهمت فيه ترجيعا فهو صلصلة، وقيل: هو تضعيف: "صل": إذا أنتن، والحمأ: الطين الأسود المتغير، والمسنون: المصور، من سنة الوجه، وقيل: المصبوب المفرغ، أي: أفرغ صورة إنسان كما تفرغ الصور من الجواهر المذوبة في أمثلتها، وقيل: المنتن، من سننت الحجر إذا حككته، به، فالذي يسيل بينهما سنين، ولا يكون إلا منتنا، من حمإ : صفة لصلصال، أي: خلقه من صلصال كائن من حمأ وحق، مسنون : بمعنى: مصور، أن يكون صفة لصلصال، كأنه أفرغ الحمأ فصور منها تمثال إنسان أجوف، فيبس حتى إذا نقر صلصل، ثم غيره بعد ذلك إلى جوهر آخر، "والجان": للجن كآدم للناس، وقيل: هو إبليس، وقرأ الحسن، "والجأن" بالهمزة; وعمرو بن [ ص: 405 ] عبيد: من نار السموم : من نار الحر الشديد النافذ في المسام، قيل: هذه السموم جزء من سبعين جزآ من سموم النار التي خلق الله منها الجان.