ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين وآتيناهم آياتنا فكانوا عنها معرضين وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا آمنين فأخذتهم الصيحة مصبحين فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون
[ ص: 415 ] أصحاب الحجر : ثمود، والحجر: واديهم، وهو بين المدينة والشام، المرسلين : يعني: بتكذيبهم صالحا، لأن من كذب واحدا منهم فكأنما كذبهم جميعا، أو أراد صالحا ومن معه من المؤمنين، كما قيل: الخبيبيون في وأصحابه، وعن ابن الزبير : جابر الحجر فقال لنا: "لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين، حذرا أن يصيبكم مثل ما أصاب هؤلاء"، ثم زجر النبي -صلى الله عليه وسلم- راحلته فأسرع حتى خلفها، مررنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- على آمنين : لوثاقة البيوت واستحكامها من أن تتهدم ويتداعى بنيانها، ومن نقب اللصوص ومن الأعداء وحوادث الدهر، أو آمنين من عذاب الله يحسبون أن الجبال تحميهم منه، ما كانوا يكسبون : من بناء البيوت الوثيقة والأموال والعدد.