إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل وما لهم من ناصرين
ثم ذكر عناد قريش وحرص رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على إيمانهم، وعرفه أنهم من قسم من حقت عليه الضلالة، وأنه لا يهدي من يضل ، أي: لا يلطف ممن يخذل، لأنه عبث، والله تعالى متعال عن العبث; لأنه من قبيل القبائح التي لا تجوز عليه، وقرئ: "لا يهدي" أي: لا تقدر أنت ولا أحد على هدايته وقد خذله الله، وقوله: وما لهم من ناصرين : دليل على أن المراد بالإضلال: الخذلان الذي هو نقيض النصرة، ويجوز أن يكون: "لا يهدي" بمعنى: لا يهتدي، يقال: هداه الله فهدي، وفي قراءة "فإن الله لا هادي لمن يضل"، "ولمن أضل"، وهي معاضدة لمن قرأ: "لا يهدي" على البناء للمفعول، وفي قراءة أبي: عبد الله : "يهدي" بإدغام تاء يهتدي، وهي معاضدة للأولى، وقرئ "يضل" بالفتح، وقرأ : "إن تحرص" بفتح الراء، وهي لغية. النخعي