أولم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون
قرئ: "أو لم يروا" و "يتفيؤا" بالياء والتاء، و "ما": موصولة بخلق الله، وهو مبهم [ ص: 440 ] بيانه، من شيء يتفيأ ظلاله ، واليمين: بمعنى الأيمان، و سجدا : حال من الظلال، وهم داخرون : حال من الضمير في ظلاله، لأنه في معنى الجمع وهو ما خلق الله من كل شيء له ظل، وجمع بالواو، لأن الدخور من أوصاف العقلاء، أو لأن في جملة ذلك من يعقل فغلب، والمعنى: أو لم يروا إلى ما خلق الله من الأجرام التي لها ظلال متفيئة عن أيمانها وشمائلها، أي: عن جانبي كل واحد منها، وشقيه استعارة من يمين الإنسان وشماله لجانبي الشيء، أي: ترجع الظلال من جانب إلى جانب منقادة لله، غير ممتنعة عليه فيما سخرها له من التفيؤ، والأجرام في أنفسها داخرة -أيضا- صاغرة منقادة لأفعال الله فيها، لا تمتنع.