من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون
فإن قلت: "من" متناول في نفسه للذكر والأنثى، فما معنى تبيينه بهما ؟
قلت: هو مبهم صالح على الإطلاق للنوعين، إلا أنه إذا ذكر كان الظاهر تناوله للذكور، فقيل: من ذكر أو أنثى : على التبيين، ليعم الموعد النوعين جميعا، حياة طيبة : يعني: في الدنيا وهو الظاهر، لقوله: ولنجزينهم : وعده الله ثواب الدنيا والآخرة، كقوله: فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة [آل عمران : 148]، وذلك أن المؤمن مع العمل الصالح موسرا كان أو معسرا يعيش عيشا طيبا إن كان موسرا، فلا مقال فيه، وإن كان معسرا، فمعه ما يطيب عيشه وهو القناعة والرضا بقسمة الله، وأما الفاجر فأمره على العكس: إن كان معسرا فلا إشكال في أمره، وإن كان موسرا فالحرص لا يدعه أن يتهنأ بعيشه، وعن رضي الله عنهما: الحياة الطيبة: الرزق الحلال، وعن ابن عباس القناعة، وعن الحسن: : يعني: في الجنة، وقيل: هي حلاوة الطاعة والتوفيق في قلبه. قتادة