إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة أعتدنا لهم عذابا أليما
للتي هي أقوم : للحالة التي هي أقوم الحالات وأسدها، أو للملة، أو للطريقة، وأينما قدرت لم تجد مع الإثبات ذوق البلاغة الذي تجده مع الحذف، لما في إبهام الموصوف بحذفه من فخامة تفقد مع إيضاحه، وقرئ : "ويبشر": بالتخفيف. [ ص: 497 ] فإن قلت: كيف ذكر المؤمنين الأبرار والكفار ولم يذكر الفسقة ؟
قلت: كان الناس حينئذ إما مؤمن تقي، وإما مشرك، وإنما حدث أصحاب المنزلة بين المنزلتين بعد ذلك.
فإن قلت: علام عطف: وأن الذين لا يؤمنون ؟
قلت: على: أن لهم أجرا كبيرا : على معنى: أنه بشر المؤمنين ببشارتين اثنتين: بثوابهم، وبعقاب أعدائهم، ويجوز أن يراد: ويخبر بأن الذين لا يؤمنون معذبون.