قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا أولئك [ ص: 526 ] الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا
قل ادعوا الذين زعمتم من دونه : هم الملائكة، وقيل: عيسى ابن مريم، وعزير، وقيل: نفر من الجن، عبدهم ناس من العرب ثم أسلم الجن ولم يشعروا، أي: ادعوهم فهم لا يستطيعون أن يكشفوا عنكم الضر من مرض أو فقر أو عذاب، ولا أن يحولوه من واحد إلى آخر أو يبدلوه، و "أولئك": مبتدأ، و الذين يدعون : صفته، و يبتغون : خبره، يعني: أن آلهتهم أولئك يبتغون الوسيلة وهي القربة إلى الله تعالى، و "أيهم": بدل من واو يبتغون، وأي: موصولة، أي: يبتغي من هو أقرب منهم وأزلف الوسيلة إلى الله، فكيف بغير الأقرب، أو ضمن يبتغون الوسيلة معنى: يحرصون، فكأنه قيل: يحرصون أيهم يكون أقرب إلى الله، وذلك بالطاعة وازدياد الخير والصلاح، ويرجون، ويخافون، كما غيرهم من عباد الله فكيف يزعمون أنهم آلهة ؟ ، إن عذاب ربك كان : حقيقا بأن يحذره كل أحد من ملك مقرب ونبي مرسل، فضلا عن غيرهم.