"وتحسبهم": بكسر السين وفتحها: خطاب لكل أحد والأيقاظ: جمع يقظ، كأنكاد في نكد، قيل: عيونهم مفتحة وهم نيام، فيحسبهم الناظر لذلك أيقاظا، وقيل: لكثرة تقلبهم، وقيل: لهم تقلبتان في السنة، وقيل: تقلبة واحدة في يوم عاشوراء، وقرئ : "ويقلبهم" بالياء، والضمير لله تعالى، وقرئ : "وتقلبهم" على المصدر منصوبا، وانتصابه بفعل مضمر يدل عليه: وتحسبهم أيقاظا ، كأنه قيل: وترى وتشاهد تقلبهم، وقرأ : "وكالبهم"، أي: وصاحب كلبهم، جعفر الصادق باسط ذراعيه : حكاية حال ماضية; لأن اسم الفاعل لا يعمل إذا كان في معنى المضي، وإضافته إذا أضيف حقيقية معرفة، كغلام زيد، إلا إذا نويت حكاية الحال الماضية، والوصيد: الفناء، وقيل: العتبة، وقيل: الباب، وأنشد [من الطويل]:
بأرض فضاء لا يسد وصيدها ... على ومعروفي بها غير منكر
وقرئ : "ولملئت": بتشديد اللام للمبالغة، وقرئ : بتخفيف الهمزة وقلبها ياء، و "رعبا": بالتخفيف والتثقيل، وهو الخوف الذي يرعب الصدر أي: يملؤه، وذلك لما ألبسهم الله من الهيبة، وقيل: لطول أظفارهم وشعورهم وعظم أجرامهم، وقيل: لوحشة مكانهم، وعن أنه غزا معاوية الروم فمر بالكهف، فقال: لو كشف لنا عن هؤلاء فنظرنا إليهم، فقال له رضي الله عنه: ليس لك ذلك، قد منع الله تعالى منه من هو خير منك، فقال: ابن عباس لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا فقال : لا أنتهي حتى أعلم علمهم، فبعث ناسا، وقال لهم: اذهبوا فانظروا، ففعلوا، فلما دخلوا الكهف بعث الله [ ص: 572 ] عليهم ريحا فأحرقتهم، وقرئ : "لو اطلعت" بضم الواو. معاوية