قال ألقها يا موسى فألقاها فإذا هي حية تسعى
السعي : المشي بسرعة وخفة حركة .
فإن قلت : كيف ذكرت بألفاظ مختلفة : بالحية ، والجان ، والثعبان ؟
قلت : أما الحية : فاسم جنس ، يقع على الذكر والأنثى والصغير والكبير ، وأما الثعبان والجان : فبينهما تناف ؛ لأن الثعبان العظيم من الحيات ، والجان الدقيق ، وفي ذلك وجهان :
أحدهما : أنها كانت وقت انقلابها حية تنقلب حية صفراء دقيقة ، ثم تتورم ويتزايد جرمها حتى تصير ثعبانا ، فأريد بالجان أول حالها ، وبالثعبان مآلها .
الثاني : أنها كانت في شخص الثعبان وسرعة حركة الجان ؛ والدليل عليه قوله تعالى : فلما رآها تهتز كأنها جان [النمل :10 ] ، وقيل : كان لها عرف كعرف الفرس ، وقيل : كان بين لحييها أربعون ذراعا .