وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين
أي : وما سوينا هذا السقف المرفوع وهذا المهاد الموضوع وما بينهما من أصناف الخلائق مشحونة بضروب البدائع والعجائب ، كما تسوي الجبابرة سقوفهم وفرشهم وسائر زخارفهم ، للهو واللعب ؛ وإنما سويناها للفوائد الدينية والحكم الربانية ؛ لتكون مطارح افتكار واعتبار واستدلال ونظر لعبادنا ، مع ما يتعلق لهم بها من المنافع التي لا تعد والمرافق التي لا تحصى ، ثم بين أن السبب في ترك اتخاذ اللهو واللعب وانتفائه عن أفعالي : هو أن الحكمة صارفة عنه ، وإلا فأنا قادر على اتخاذه إن كنت فاعلا ؛ لأني على كل شيء قدير ، وقوله : لاتخذناه من لدنا ، كقوله : رزقا من لدنا أي : من جهة قدرتنا ، وقيل : اللهو : الولد بلغة اليمن ، وقيل : المرأة ، وقيل من لدنا ، أي : من الملائكة لا من الإنس ، ردا لولادة المسيح وعزير .