لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم ولا هم ينصرون بل تأتيهم بغتة فتبهتهم فلا يستطيعون ردها ولا هم ينظرون
جواب "لو" محذوف ، و "حين " : مفعول به ليعلم ، أي : لو يعلمون الوقت الذي يستعلمون عنه بقولهم : متى هذا الوعد [الملك : 25 ] ، وهو وقت صعب شديد تحيط بهم فيه النار من وراء وقدام ، فلا يقدرون على دفعها ومنعها من أنفسهم ، ولا يجدون ناصرا ينصرهم ؛ لما كانوا بتلك الصفة من الكفر والاستهزاء والاستعجال ، ولكن جهلهم به هو الذي هونه عندهم ، ويجوز أن يكون "يعلم" متروكا بلا تعدية ، بمعنى : لو كان معهم علم ولم يكونوا جاهلين لما كانوا مستعجلين ، وحين : منصوب بمضمر ، أي : حين لا يكفون عن وجوههم النار : يعلمون أنهم كانوا على الباطل وينتفي عنهم هذا الجهل العظيم ، أي : لا يكفونها ، بل تفجؤهم فتغلبهم ، يقال : للمغلوب في المحاجة : مبهوت ؛ ومنه : "فبهت الذي كفر " ، أي : غلب إبراهيم -عليه السلام الكافر ، وقرأ : "يأتيهم " . "فيبهتهم " : على التذكير ، والضمير للوعد أو للحين . الأعمش
فإن قلت : فإلام يرجع الضمير المؤنث في هذه القراءة ؟
قلت : إلى النار أو إلى الوعد ؛ لأنه في معنى النار وهي التي وعدوها أو على تأويل العدة أو الموعدة ، أو إلى الحين ؛ لأنه في معنى الساعة ، أو إلى البغتة ، وقيل في القراءة الأولى : الضمير للساعة ، وقرأ : "بغتة " : بفتح الغين ، الأعمش ولا هم ينظرون : تذكير بإنظاره إياهم وإمهاله ، وتفسيح وقت التذكر عليهم ، أي : لا يمهلون بعد طول الإمهال .