قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون
فإن قلت : ما حكم الفعلين بعد سمعنا فتى ، وأي فرق بينهما ؟
قلت : هما صفتان لفتى ، إلا أن الأول وهو : "يذكرهم " : لا بد منه لسمع ؛ لأنك لا تقول : سمعت زيدا وتسكت ، حتى تذكر شيئا مما يسمع ، وأما الثاني : فليس كذلك .
فإن قلت : " إبراهيم " ، ما هو ؟
قلت : قيل : هو خبر مبتدأ محذوف ، أو منادى ، والصحيح : أنه فاعل يقال ؛ لأن المراد الاسم لا المسمى ، على أعين الناس في محل الحال ، بمعنى : معاينا مشاهدا ، أي : بمرأى منهم ومنظر .
فإن قلت : فما معنى : الاستعلاء في على ؟
قلت : هو وارد على طريق المثل ، أي : يثبت إتيانه في الأعين ويتمكن فيها ثبات الراكب على المركوب وتمكنه منه ، لعلهم يشهدون : عليه بما سمع منه ، وبما فعله أو يحضرون عقوبتنا له ؛ روي أن الخبر بلغ نمروذ وأشراف قومه ، فأمروا بإحضاره .