ثنى " إنكم" للتوكيد ، وحسن ذلك ؛ لفصل ما بين الأول والثاني بالظرف ، ومخرجون : خبر عن الأول ، أو جعل : أنكم مخرجون مبتدأ ، و إذا متم : خبرا ، على معنى : إخراجكم إذا متم ، ثم أخبر بالجملة عن إنكم ، أو رفع أنكم مخرجون بفعل هو جزاء للشرط ؛ كأنه قيل : إذا متم وقع إخراجكم ، ثم أوقعت الجملة الشرطية خبرا عن إنكم ، وفي قراءة : "أيعدكم إذا متم " . ابن مسعود
قرئ : "هيهات " : بالفتح والكسر والضم ، كلها بتنوين وبلا تنوين ، وبالسكون على لفظ الوقف .
فإن قلت : ما توعدون هو المستبعد ، ومن حقه أن يرتفع بهيهات ؛ كما ارتفع في قوله [من الطويل ] :
فهيهات هيهات العقيق وأهله
فما هذه اللام .
[ ص: 231 ] قلت : قال في تفسيره : البعد لما توعدون ، أو بعد لما توعدون فيمن نون ، فنزله منزلة المصدر ، وفيه وجه آخر : وهو أن يكون اللام : لبيان المستبعد ما هو بعد التصويت بكلمة الاستبعاد ، كما جاءت اللام في : الزجاج هيت لك : لبيان المهيت به .
هذا ضمير لا يعلم ما يعني به إلا بما يتلوه من بيانه ، وأصله إن الحياة : إلا حياتنا الدنيا ، ثم وضع " هي " : موضع الحياة ؛ لأن الخبر يدل عليها ويبينها ، ومنه : هي النفس تتحمل ما حملت ، وهي العرب تقول ما شاءت ، والمعنى : لا حياة إلا هذه الحياة ؛ لأن " إن " : النافية دخلت على " هي " : التي في معنى : الحياة ، الدالة على الجنس فنفتها ، فوازنت " لا " : التي نفت ما بعدها نفي الجنس ، نموت ونحيا أي : يموت بعض ويولد بعض ، ينقرض قرن ويأتي قرن آخر ، ثم قالوا : ما هو إلا مفتر على الله فيما يدعيه من استنبائه له ، وفيما يعدنا من البعث ، وما نحن بمصدقين .