بل أتيناهم بالحق وإنهم لكاذبون ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون
وقرئ : "أتيتهم" و "أتيتهم " : بالفتح والضم ، "بالحق " : بأن نسبة الولد إليه محال والشرك باطل ، وإنهم لكاذبون ؛ حيث يدعون له ولدا ومعه شريكا ، لذهب كل إله بما خلق : لانفرد كل واحد من الآلهة بخلقه الذي خلقه واستبد به ، ولرأيتم ملك كل واحد منهم متميزا من ملك الآخرين ، ولغلب بعضهم بعضا ؛ كما ترون حال ملوك الدنيا ممالكهم متمايزة وهم متغالبون ، وحين لن تروا أثرا لتمايز الممالك وللتغالب ، فاعلموا أنه إله واحد بيده ملكوت كل شيء .
فإن قلت : إذا : لا تدخل إلا على كلام هو جزاء وجواب ، فكيف وقع قوله : لذهب جزاء وجوابا ، ولم يتقدمه ؛ شرط ولا سؤال سائل ؟
قلت : الشرط محذوف تقديره : ولو كان معه آلهة . وإنما حذف لدلالة قوله : وما [ ص: 247 ] كان معه من إله [المؤمنون : 91 ] ، عليه ، وهو جواب لمن معه المحاجة من المشركين عما يصفون : من الأنداد والأولاد ، عالم الغيب : بالجر صفة لله ، وبالرفع : خبر مبتدأ محذوف .