أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما   خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما   
المراد يجزون الغرفات وهي العلالي في الجنة ، فوحد اقتصارا على الواحد الدال على الجنس ، والدليل على ذلك قوله : وهم في الغرفات آمنون   [سبأ : 37 ] ، وقراءة من قرأ : في الغرفة بما صبروا  بصبرهم على الطاعات ، وعن الشهوات ، وعن أذى الكفار ومجاهدتهم . وعلى الفقير وغير ذلك . وإطلاقه لأجل الشياع في كل مصبور عليه . وقرئ : "يلقون " ، كقوله تعالى : ولقاهم نضرة وسرورا   [الإنسان : 11 ] ويلقون ، كقوله تعالى : يلق أثاما   [الفرقان : 68 ] . والتحية : دعاء بالتعمير . والسلام : دعاء بالسلامة ، يعني أن الملائكة يحيونهم ويسلمون عليهم . أو يحيي بعضهم بعضا ويسلم عليه أو يعطون التبقية والتخليد  [ ص: 375 ] مع السلامة عن كل آفة . اللهم وفقنا لطاعتك ، واجعلنا مع أهل رحمتك ، وارزقنا مما ترزقهم في دار رضوانك . 
				
						
						
