قالت يا أيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين
"كريم" حسن مضمونة وما فيه ، أو وصفته بالكرم ، لأنه من عند ملك كريم أو مختوم . قال صلى الله عليه وسلم :"كرم الكتاب ختمه " ، العجم ، فقيل له : [ ص: 451 ] إنهم لا يقبلون إلا كتابا عليه خاتم ، فاصطنع خاتما . عن وكان صلى الله عليه وسلم يكتب إلى : من كتب [ ص: 452 ] إلى أخيه كتابا ولم يختمه فقد استخف به . وقيل : مصدر بـ ابن المقفع بسم الله الرحمن الرحيم : هو استئناف وتبيين لما ألقي إليها ، كأنا لما قالت : إني ألقي إلي كتاب كريم ، قيل لها : ممن هو ؟ وما هو ؟ فقالت : إنه من سليمان وإنه : كيت وكيت . وقرأ عبد الله : "وإنه من سليمان وإنه " . عطفا على : إني . وقرئ : "أنه من سليمان وأنه " ، بالفتح على أنه بدل من كتاب ، كأنه قيل : ألقي إلي أنه من سليمان . ويجوز أن تريد : لأنه من سليمان ولأنه ، كأنها عللت كرمه بكونه من سليمان ، وتصديره باسم الله . وقرأ : "أن من أبي سليمان وأن بسم الله " ، على أن المفسرة . وأن في ألا تعلوا مفسرة أيضا . لا تعلوا : لا تتكبروا كما يفعل الملوك . وقرأ -رضي الله عنهما- بالغين معجمة من الغلو : وهو مجاوزة الحد . يروى أن نسخة الكتاب من عبد الله ابن عباس سليمان بن داود إلى بلقيس ملكة سبأ : السلام على من اتبع الهدى ، أما بعد : فلا تعلوا علي وائتوني مسلمين ، وكانت كتب الأنبياء عليهم السلام جملا لا يطيلون ولا يكثرون ، وطبع الكتاب بالمسك وختمه بخاتمه ، فوجدها الهدهد راقدة في قصرها بمأرب ، وكانت إذا رقدت غلقت الأبواب ووضعت المفاتيح تحت رأسها ، فدخل من كوة وطرح الكتاب على نحرها وهي مستلقية . وقيل : نقرها فانتبهت فزعة . وقيل : أتاها والقادة والجنود حواليها ، فرفرف ساعة والناس ينظرون حتى رفعت رأسها ، فألقى الكتاب في حجرها ، وكانت قارئة كاتبة عربية من نسل تبع بن شراحيل الحميري ؛ فلما رأت الخاتم ارتعدت وخضعت ، وقالت لقومها ما قالت : "مسلمين" منقادين أو مؤمنين .