تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين   
 "تلك"  تعظيم لها وتفخيم لشأنها ، يعني : تلك التي سمعت بذكرها وبلغك وصفها . لم يعلق الموعد بترك العلو والفساد ، ولكن بترك إرادتهما وميل القلوب إليهما ، كما قال : ولا تركنوا إلى الذين ظلموا   [هود : 113 ] فعلق الوعيد بالركون وعن  علي   -رضي الله عنه - : إن الرجل ليعجبه أن يكون شراك نعله أجود من شراك نعل صاحبه ، فيدخل تحتها  . وعن  الفضيل  أنه قرأها ثم قال : ذهبت الأماني  [ ص: 529 ] ها هنا . وعن  عمر بن عبد العزيز  أنه كان يرددها حتى قبض . ومن الطماع من يجعل العلو لفرعون  ، والفساد لقارون  ، متعلقا بقوله : إن فرعون علا في الأرض   [القصص : 4 ] ، ولا تبغ الفساد في الأرض   [القصص : 77 ] ويقول : من لم يكن مثل فرعون  وقارون  فله تلك الدار الآخرة ، ولا يتدبر قوله : والعاقبة للمتقين  كما تدبره  علي  والفضيل   وعمر   . 
				
						
						
