افتراؤهم على الله كذبا : زعمهم أن لله شريكا . وتكذيبهم بما جاءهم من الحق : كفرهم بالرسول والكتاب . وفي قوله : لما جاءه تسفيه لهم ، يعني : لم يتلعثموا في تكذيبه وقت سمعوه ، ولم يفعلوا كما يفعل المراجيح العقول المثبتون في الأمور : يسمعون الخبر فيستعملون فيه الروية والفكر ، ويستأنسون إلى أن يصح لهم صدقه أو كذبه "أليس" تقرير لثوائهم في جهنم ؛ كقوله [من الوافر ] :
ألستم خير من ركب المطايا
[ ص: 562 ] قال بعضهم : ولو كان استفهاما ما أعطاه الخليفة مائة من الإبل . وحقيقته : أن الهمزة همزة الإنكار دخلت على النفي ، فرجع إلى معنى التقرير . فهما وجهان ، أحدهما : ألا يثوون في جهنم ، وألا يستوجبون الثواء فيها ، وقد افتروا مثل هذا الكذب على الله ، وكذبوا بالحق هذا التكذيب والثاني : ألم يصح عندهم أن في جهنم مثوى للكافرين ، حتى اجترؤوا مثل هذه الجرأة ؟