فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون
لما ذكر الوعد والوعيد ، أتبعه ذكر ما يوصل إلى الوعد وينجي من الوعيد . والمراد [ ص: 570 ] بالتسبيح ظاهره الذي هو تنزيه الله من السوء والثناء عليه بالخير في هذه الأوقات لما يتجدد فيها من نعمة الله الظاهرة . وقيل : الصلاة . وقيل -رضي الله عنهما - : هل تجد الصلوات الخمس في القرآن ؟ قال : نعم ، وتلا هذه الآية لابن عباس "تمسون" صلاتا المغرب والعشاء "تصبحون" صلاة الفجر "وعشيا" صلاة العصر . و "تظهرون" صلاة الظهر . وقوله : "وعشيا" متصل بقوله : حين تمسون وقوله : وله الحمد في السماوات والأرض اعتراض بينهما . ومعناه : إن على المميزين كلهم من أهل السماوات والأرض أن يحمدوه . فإن قلت : لم ذهب رحمه الله إلى أن هذه الآية مدنية ؟ قلت : لأنه كان يقول : فرضت الصلوات الخمس الحسن بالمدينة وكان الواجب بمكة ركعتين في غير وقت معلوم . والقول الأكثر أن الخمس إنما فرضت بمكة . رضي الله عنها : فرضت الصلاة ركعتين فلما قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عائشة المدينة أقرت صلاة السفر ، وزيد في صلاة الحضر . وعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - : وعن "من سره أن يكال له بالقفيز الأوفى فليقل : فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون . . . الآية " . وعنه عليه السلام : فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون -إلى قوله- وكذلك تخرجون أدرك ما فاته في يومه . ومن قالها حين يمسي أدرك ما فاته في ليلته " . وفي قراءة "من قال حين يصبح : "حينا تمسون وحينا تصبحون ." والمعنى : تمسون فيه وتصبحون فيه . كقوله : عكرمة يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا [البقرة : 48 ] بمعنى فيه الحي من الميت الطائر من البيضة ، و الميت من الحي [ ص: 571 ] البيضة من الطائر . وإحياء الأرض : إخراج النبات منها وكذلك تخرجون ومثل ذلك الإخراج تخرجون من القبور وتبعثون . والمعنى : أن الإبداء والإعادة متساويان في قدرة من هو قادر على الطرد والعكس من إخراج الميت من الحي وإخراج الحي من الميت وإحياء الميت وإماتة الحي . وقرئ : "الميت " ، بالتشديد . وتخرجون ، بفتح التاء .