وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا
خطب رسول الله -صلى الله عليه وسلم - بنت عمته زينب بنت جحش على مولاه أميمة بنت عبد المطلب ، فأبت وأبى أخوها زيد بن حارثة عبد الله ، فنزلت ، فقال : رضينا يا رسول الله ، فأنكحها إياه وساق عنه إليها مهرها ستين درهما وخمارا وملحفة ودرعا وإزارا وخمسين مدا من طعام وثلاثين صاعا من تمر . وقيل : هي ، وهي أول من هاجر من النساء ، وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : "قد قبلت " ، وزوجها أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط . فسخطت هي وإخوتها وقالا : إنما أردنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فزوجنا عبده . [ ص: 71 ] والمعنى وما صح لرجل ولا امرأة من المؤمنين زيدا إذا قضى الله ورسوله أي رسول الله أو لأن قضاء رسول الله هو قضاء الله "أمرا " من الأمور : أن يختاروا من أمرهم ما شاءوا ، بل من حقهم أن يجعلوا رأيهم تبعا لرأيه ، واختيارهم تلوا لاختياره . فإن قلت : كان من حق الضمير أن يوحد كما تقول : ما جاءني من رجل ولا امرأة إلا كان من شأنه كذا ، قلت : نعم ولكنهما وقعا تحت النفى ، فعما كل مؤمن ومؤمنة ، فرجع الضمير على المعنى لا على اللفظ ، وقرئ : (يكون ) بالتاء والياء . و "الخيرة " ما يتخير .