سبحان ربك رب العزة عما يصفون   وسلام على المرسلين   والحمد لله رب العالمين   
أضيف الرب إلى العزة لاختصاصه بها كأنه قيل : ذو العزة ، كما تقول : صاحب صدق لاختصاصه بالصدق . ويجوز أن يراد أنه ما من عزة لأحد من الملوك وغيرهم إلا وهو ربها ومالكها ، كقوله تعالى : وتعز من تشاء   [آل عمران : 26 ] اشتملت السورة على ذكر ما قاله المشركون في الله ونسبوا إليه ، مما هو منزه عنه ، وما عاناه المرسلون من جهتهم ، وما خولوه في العاقبة من النصرة عليهم ، فختمها بجوامع ذلك من تنزيه ذاته عما وصفه به المشركون ، والتسليم على المرسلين والحمد لله رب العالمين  على ما قيض لهم من حسن العواقب ، والغرض تعليم المؤمنين أن يقولوا ذلك ولا يخلوا به ولا يغفلوا عن  [ ص: 239 ] مضمنات كتابه الكريم ومودعات قرآنه المجيد . وعن  علي رضي الله عنه   : من أحب أن يكتال بالمكيال الأوفى من الأجر يوم القيامة ، فليكن آخر كلامه إذا قام من مجلسه : "سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين "  . 
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :  "من قرأ والصافات أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد كل جني وشيطان ، وتباعدت عنه مردة الشياطين وبرئ من الشرك ، وشهد له حافظاه يوم القيامة أنه كان مؤمنا بالمرسلين "  . 
				
						
						
