nindex.php?page=treesubj&link=28974_28723_30483nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=163هم درجات عند الله والله بصير بما يعملون nindex.php?page=treesubj&link=28974_28723_29785_31791_32026_34198_34274_34304nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=164لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين

nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=163هم درجات أي: هم متفاوتون كما تتفاوت الدرجات كقوله [من الوافر]:

أنصب للمنية تعتريهم رجالي أم هم درج السيول

وقيل: ذوو درجات، والمعنى: تفاوت منازل المثابين منهم ومنازل المعاقبين، أو التفاوت بين الثواب والعقاب nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=163والله بصير بما يعملون عالم بأعمالهم ودرجاتها فمجازيهم على حسبها.

nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=164لقد من الله على المؤمنين على من آمن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قومه، وخص المؤمنين منهم؛ لأنهم هم المنتفعون بمبعثه nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=164من أنفسهم : من جنسهم عربيا مثلهم، وقيل: من ولد إسماعيل كما أنه من ولده.

فإن قلت: مما وجه المنة عليهم في أن كان من أنفسهم؟ قلت: إذا كان منهم كان اللسان واحدا، فسهل أخذ ما يجب عليهم أخذه عنه، وكانوا واقفين على أحواله في الصدق والأمانة، فكان ذلك أقرب لهم إلى تصديقه والوثوق به، وفي كونه من أنفسهم شرف لهم، كقوله: nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=44وإنه لذكر لك ولقومك [الزخرف: 44] وفي قراءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقراءة nindex.php?page=showalam&ids=129فاطمة -رضي الله عنها-: (من أنفسهم) أي: من أشرفهم؛ لأن عدنان ذروة ولد إسماعيل، ومضر ذروة نزار بن معد بن عدنان، وخندف ذروة مضر، ومدركة ذروة خندف، وقريش ذروة مدركة، وذروة قريش محمد، صلى الله عليه وسلم.

وفيما خطب به أبو طالب في تزويج nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة -رضي الله عنها- وقد حضر معه بنو هاشم ورؤساء مضر: الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم، وزرع إسماعيل، وضئضئ معد، وعنصر مضر، وجعلنا حضنة بيته وسواس حرمه، وجعل لنا بيتا محجوجا وحرما آمنا، وجعلنا الحكام على الناس.

ثم إن ابن أخي هذا محمد بن عبد الله من لا يوزن به [ ص: 654 ] فتى من قريش إلا رجح به، وهو والله بعد هذا له نبأ عظيم وخطر جليل.

وقرئ: (لمن من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم)، وفيه وجهان:

أن يراد: لمن من الله على المؤمنين منه أو بعثه إذ بعث فيهم، فحذف لقيام الدلالة، أو يكون "إذ" في محل الرفع كـ"إذا" في قولك، أخطب ما يكون الأمير إذا كان قائما، بمعنى: لمن من الله على المؤمنين وقت بعثه nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=164يتلو عليهم آياته : بعدما كانوا أهل جاهلية لم يطرق أسماعهم شيء من الوحي، "ويزكيهم": ويطهرهم من دنس القلوب بالكفر ونجاسة سائر الجوارح بملابسة المحرمات وسائر الخبائث، وقيل: ويأخذ منهم الزكاة nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=164ويعلمهم الكتاب والحكمة القرآن والسنة بعدما كانوا أجهل الناس وأبعدهم من دراسة العلوم، nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=164وإن كانوا من قبل من قبل بعثة الرسول nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=164لفي ضلال إن هي المخففة من الثقيلة، واللام هي الفارقة بينها وبين النافية، وتقديره: وإن الشأن والحديث كانوا من قبل في ضلال "مبين" ظاهر لا شبهة فيه.

nindex.php?page=treesubj&link=28974_28723_30483nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=163هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28974_28723_29785_31791_32026_34198_34274_34304nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=164لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولا مَنَّ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مَنَّ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ

nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=163هُمْ دَرَجَاتٌ أَيْ: هُمْ مُتَفَاوِتُونَ كَمَا تَتَفَاوَتُ الدَّرَجَاتُ كَقَوْلِهِ [مِنَ الْوَافِرِ]:

أَنَصْبٌ لِلْمَنِيَّةِ تَعْتَرِيهِمْ رِجَالِي أَمْ هُمُ دَرَجُ السُّيُولِ

وَقِيلَ: ذَوُو دَرَجَاتٍ، وَالْمَعْنَى: تَفَاوُتُ مَنَازِلِ الْمُثَابِينَ مِنْهُمْ وَمَنَازِلِ الْمُعَاقَبِينَ، أَوِ التَّفَاوُتُ بَيْنَ الثَّوَابِ وَالْعِقَابِ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=163وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ عَالِمٌ بِأَعْمَالِهِمْ وَدَرَجَاتِهَا فَمُجَازِيهِمْ عَلَى حَسَبِهَا.

nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=164لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَنْ آمَنَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ قَوْمِهِ، وَخَصَّ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُمْ؛ لِأَنَّهُمْ هُمُ الْمُنْتَفِعُونَ بِمَبْعَثِهِ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=164مِنْ أَنْفُسِهِمْ : مِنْ جِنْسِهِمْ عَرَبِيًّا مِثْلِهِمْ، وَقِيلَ: مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ كَمَا أَنَّهُ مِنْ وَلَدِهِ.

فَإِنْ قُلْتَ: مِمَّا وَجْهُ الْمِنَّةِ عَلَيْهِمْ فِي أَنْ كَانَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ؟ قُلْتُ: إِذَا كَانَ مِنْهُمْ كَانَ اللِّسَانُ وَاحِدًا، فَسَهُلَ أَخْذُ مَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ أَخْذُهُ عَنْهُ، وَكَانُوا وَاقِفِينَ عَلَى أَحْوَالِهِ فِي الصِّدْقِ وَالْأَمَانَةِ، فَكَانَ ذَلِكَ أَقْرَبَ لَهُمْ إِلَى تَصْدِيقِهِ وَالْوُثُوقِ بِهِ، وَفِي كَوْنِهِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ شَرَفٌ لَهُمْ، كَقَوْلِهِ: nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=44وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ [الزُّخْرُفِ: 44] وَفِي قِرَاءَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقِرَاءَةِ nindex.php?page=showalam&ids=129فَاطِمَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا-: (مِنْ أَنْفَسِهِمْ) أَيْ: مِنْ أَشْرَفِهِمْ؛ لِأَنَّ عَدْنَانَ ذُرْوَةُ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَمُضَرُ ذُرْوَةُ نِزَارِ بْنِ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ، وَخِنْدَفُ ذُرْوَةُ مُضَرَ، وَمُدْرِكَةُ ذُرْوَةُ خِنْدِفٍ، وَقُرَيْشٌ ذُرْوَةُ مُدْرِكَةَ، وَذُرْوَةُ قُرَيْشٍ مُحَمَّدٌ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وَفِيمَا خَطَبَ بِهِ أَبُو طَالِبٍ فِي تَزْوِيجِ nindex.php?page=showalam&ids=10640خَدِيجَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- وَقَدْ حَضَرَ مَعَهُ بَنُو هَاشِمٍ وَرُؤَسَاءُ مُضَرَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَنَا مِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ، وَزَرْعِ إِسْمَاعِيلَ، وَضِئْضِئِ مَعَدِّ، وَعُنْصُرِ مُضَرَ، وَجَعَلَنَا حَضَنَةَ بَيْتِهِ وَسِوَّاسَ حَرَمِهِ، وَجَعَلَ لَنَا بَيْتًا مَحْجُوجًا وَحَرَمًا آمِنًا، وَجَعَلَنَا الْحُكَّامَ عَلَى النَّاسِ.

ثُمَّ إِنَّ ابْنَ أَخِي هَذَا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ مَنْ لَا يُوزَنُ بِهِ [ ص: 654 ] فَتًى مِنْ قُرَيْشٍ إِلَّا رَجَحَ بِهِ، وَهُوَ وَاللَّهِ بَعْدَ هَذَا لَهُ نَبَأٌ عَظِيمٌ وَخَطَرٌ جَلِيلٌ.

وَقُرِئَ: (لَمِنْ مَنِّ اللَّهِ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ)، وَفِيهِ وَجْهَانِ:

أَنْ يُرَادَ: لَمِنْ مَنِّ اللَّهِ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ مَنُّهُ أَوْ بَعْثُهُ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ، فَحُذِفَ لِقِيَامِ الدَّلَالَةِ، أَوْ يَكُونُ "إِذْ" فِي مَحَلِّ الرَّفْعِ كَـ"إِذَا" فِي قَوْلِكَ، أَخْطَبُ مَا يَكُونُ الْأَمِيرُ إِذَا كَانَ قَائِمًا، بِمَعْنَى: لَمِنْ مَنِّ اللَّهِ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَقْتَ بَعْثِهِ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=164يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ : بَعْدَمَا كَانُوا أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ لَمْ يَطْرُقْ أَسْمَاعَهُمْ شَيْءٌ مِنَ الْوَحْيِ، "وَيُزَكِّيهِمْ": وَيُطَهِّرُهُمْ مِنْ دَنَسِ الْقُلُوبِ بِالْكُفْرِ وَنَجَاسَةِ سَائِرِ الْجَوَارِحِ بِمُلَابَسَةِ الْمُحَرَّمَاتِ وَسَائِرِ الْخَبَائِثِ، وَقِيلَ: وَيَأْخُذُ مِنْهُمُ الزَّكَاةَ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=164وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ الْقُرْآنَ وَالسُّنَّةَ بَعْدَمَا كَانُوا أَجْهَلَ النَّاسِ وَأَبْعَدَهُمْ مِنْ دِرَاسَةِ الْعُلُومِ، nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=164وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ مِنْ قَبْلِ بِعْثَةِ الرَّسُولِ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=164لَفِي ضَلالٍ إِنْ هِيَ الْمُخَفَّفَةُ مِنَ الثَّقِيلَةِ، وَاللَّامُ هِيَ الْفَارِقَةُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ النَّافِيَةِ، وَتَقْدِيرُهُ: وَإِنَّ الشَّأْنَ وَالْحَدِيثَ كَانُوا مِنْ قَبْلُ فِي ضَلَالٍ "مُبِينٍ" ظَاهِرٍ لَا شُبْهَةَ فِيهِ.