وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون
قد جمعوا في كفرة ثلاث كفرات; وذلك أنهم نسبوا إلى الله الولد، ونسبوا إليه أخس النوعين; وجعلوه من الملائكة الذين هم أكرم عباد الله على الله، فاستخفوا بهم [ ص: 434 ] واحتقروهم. وقرئ: (عباد الرحمن) وعبيد الرحمن، وعبد الرحمن، وهو مثل لزلفاهم واختصاصهم. وإناثا، وأنثا: جمع الجمع. ومعنى جعلوا: سموا وقالوا: إنهم إناث. وقرئ: (أشهدوا) و (أأشهدوا)، بهمزتين مفتوحة ومضمومة. و (آأشهدوا) بألف بينهما، وهذا تهكم بهم ، بمعنى أنهم يقولون ذلك من غير أن يستند قولهم إلى علم، فإن الله لم يضطرهم إلى علم ذلك، ولا تطرقوا إليه باستدلال، ولا أحاطوا به عن خبر يوجب العلم، فلم يبق إلا أن يشاهدوا خلقهم، فأخبروا عن هذه المشاهدة. ستكتب شهادتهم التي شهدوا بها على الملائكة من أنوثتهم، "ويسئلون" وهذا وعيد. وقرئ: (سيكتب) و (سنكتب): بالياء والنون. وشهادتهم، وشهاداتهم. ويساءلون على: يفاعلون.