فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم
لما ذكر حال المؤمنين وحال الكافرين قال: إذا علمت أن الأمر كما ذكر من سعادة هؤلاء وشقاوة هؤلاء، فاثبت على ما أنت عليه من العلم بوحدانية الله، وعلى التواضع وهضم النفس: باستغفار ذنبك وذنوب من على دينك. والله يعلم أحوالكم ومتصرفاتكم ومتقلبكم في معايشكم ومتاجركم، ويعلم حيث تستقرون في منازلكم أو متقلبكم في حياتكم ومثواكم في القبور، أو متقلبكم في أعمالكم ومثواكم من الجنة والنار. ومثله حقيق بأن يخشى ويتقي، وأن يستغفر ويسترحم. وعن : أنه سئل عن فضل العلم فقال: ألم تسمع قوله حين بدأ به فقال: سفيان بن عيينة فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك فأمر بالعمل بعد العلم وقال: اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو [الحديد: 20] إلى قوله: سابقوا إلى مغفرة من ربكم [الحديد: 21] وقال: واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة ثم قال بعد: "فاحذروهم" [التغابن: 14] وقال: واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه [الأنفال: 41] ثم أمر بالعمل بعد.