كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون أتواصوا به بل هم قوم طاغون
"كذلك" الأمر، أي: مثل ذلك، وذلك إشارة إلى تكذيبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وتسميته ساحرا ومجنونا، ثم فسر ما أجمل بقوله: "ما أتى" ولا يصح أن تكون الكاف منصوبة بأتى; لأن ما النافية لا يعمل ما بعدها فيما قبلها. ولو قيل: لم يأت، لكان صحيحا، على معنى: مثل ذلك الإتيان لم يأت من قبلهم رسول إلا قالوا: أتواصوا به الضمير للقول، يعنى: أتواصى الأولون والآخرون بهذا القول حتى قالوه جميعا متفقين عليه بل هم قوم طاغون أي: لم يتواصوا به لأنهم لم يتلاقوا في زمان واحد، بل جمعتهم العلة الواحدة وهي الطغيان، والطغيان هو الحامل عليه.