ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليما
"ولا تتمنوا" : نهوا عن التحاسد وعن تمني ما فضل الله به بعض الناس على بعض من الجاه والمال . لأن ذلك التفضيل قسمة من الله صادرة عن حكمة وتدبير وعلم بأحوال العباد ، وبما يصلح المقسوم له من بسط في الرزق أو قبض ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض [الشورى : 27] فعلى كل أحد أن يرضى بما قسم له علما بأن ما قسم له هو مصلحته ، ولو كان خلافه لكان مفسدة له ، ولا يحسد أخاه على حظه للرجال نصيب مما اكتسبوا : جعل ما قسم لكل من الرجال والنساء على حسب ما عرف الله من حاله الموجبة للبسط أو القبض كسبا له واسألوا الله من فضله ولا تتمنوا أنصباء غيركم من الفضل ، ولكن سلوا الله من خزائنه التي لا تنفد ، وقيل : كأن الرجال قالوا : إن الله فضلنا على النساء في الدنيا : لنا سهمان ولهن سهم واحد ، فنرجو أن يكون لنا أجران في الآخرة على الأعمال ولهن أجر واحد ، فقالت ونسوة معها : ليت الله كتب علينا الجهاد كما كتبه على الرجال فيكون لنا من الأجر مثل ما لهم . فنزلت . أم سلمة