كلا ردع للإنسان عن قوله: ثم قال: بل هناك شر من القول. وهو: أن الله يكرمهم بكثرة المال، فلا يؤدون ما يلزمهم فيه من إكرام اليتيم بالتفقد والمبرة، وحض أهله على طعام المسكين ويأكلونه أكل الأنعام، ويحبونه فيشحون به. وقرئ: يكرمون وما بعده بالياء والتاء. وقرئ: تحاضون؛ أي: يحض بعضكم بعضا: وفي قراءة : ولا تحاضون بضم التاء، من المحاضة. ابن مسعود أكلا لما ذا لم وهو الجمع بين الحلال والحرام; قال الحطيئة [من الطويل]:
إذا كان لما يتبع الذم أهله فلا قدس الرحمن تلك الطواحنا
يعني: أنهم يجمعون في أكلهم بين نصيبهم من الميراث ونصيب غيرهم. وقيل: كانوا لا يورثون النساء ولا الصبيان، ويأكلون تراثهم مع تراثهم. وقيل: يأكلون ما جمعه الميت من الظلمة، وهو عالم بذلك فيلم في الأكل بين حلاله وحرامه. ويجوز أن يذم الوارث الذي ظفر بالمال سهلا مهلا، من غير أن يعرق فيه جبينه، فيسرف في إنفاقه، ويأكله أكلا واسعا جامعا بين ألوان المشتهيات من الأطعمة والأشربة والفواكه، كما يفعل الوراث البطالون.حبا جما كثيرا شديدا مع الحرص والشره ومنع الحقوق.