[ ص: 385 ] [سورة الليل]
مكية، وآياتها إحدى وعشرون 2 [نزلت بعد الأعلى]
بسم الله الرحمن الرحيم
والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى وما خلق الذكر والأنثى إن سعيكم لشتى
المغشي: إما الشمس من قوله: والليل إذا يغشاها [الشمس: 4]. وإما النهار من قوله: يغشي الليل النهار [الأعراف: 54]. وإما كل شيء يواريه بظلامه من قوله: إذا وقب [الفلق: 3]. تجلى ظهر بزوال ظلمة الليل. أو تبين وتكشف بطلوع الشمس.
وما خلق والقادر العظيم القدرة الذي قدر على خلق الذكر والأنثى من ماء واحد، وقيل: هما آدم - عليه السلام - وحواء . وفي قراءة النبي صلى الله عليه وسلم: "والذكر والأنثى". وقرأ : "والذي خلق الذكر والأنثى". وعن ابن مسعود : وما خلق الذكر والأنثى بالجر على أنه بدل من محل ما خلق بمعنى: وما خلقه الله، أي: ومخلوق الله الذكر والأنثى. وجاز إضمار اسم الله لأنه معلوم لانفراده بالخلق. إذ لا خالق سواه. وقيل: إن الله لم يخلق خلقا من ذوي الأرواح ليس بذكر ولا أنثى. والخنثى، وإن أشكل أمره عندنا فهو عند الله غير مشكل، معلوم بالذكورة أو الأنوثة; فلو حلف بالطلاق أنه لم يلق يومه ذكرا ولا أنثى، ولقد لقي خنثى مشكلا: كان حانثا; لأنه في الحقيقة إما ذكرا أو أنثى، وإن كان مشكلا عندنا. الكسائي
شتى جمع شتيت، أي: إن مساعيكم أشتات مختلفة، وبيان اختلافهما فيما فصل على أثره.