وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى وما يغني عنه ماله إذا تردى
واستغنى وزهد فيما عند الله كأنه مستغن عنه فلم يتقه. أو استغنى بشهوات الدنيا عن نعيم الجنة، لأنه في مقابلة واتقى . فسنيسره للعسرى فسنخذله ونمنعه الألطاف، حتى تكون الطاعة أعسر شيء عليه وأشده، من قوله: يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء [الأنعام: 125]. أو سمى طريقة الخير باليسرى؛ لأن عاقبتها اليسر; وطريقة الشر العسرى، لأن عاقبتها العسر. أو أراد بهما طريقي الجنة والنار، أي: فسنهديهما في الآخرة للطريقين. وقيل: نزلتا في رضي الله عنه -، وفي أبي بكر أبي سفيان بن حرب وما يغني عنه استفهام في معنى الإنكار. أو نفي تردى تفعل من الردى وهو الهلاك، يريد: الموت. أو تردى في الحفرة إذا قبر، أو تردى في قعر جهنم.