مكية وآياتها إحدى عشرة
[نزلت بعد الفجر]
بسم الله الرحمن الرحيم
والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى
المراد بالضحى: وقت الضحى، وهو صدر النهار حتى ترتفع الشمس وتلقي شعاعها. وقيل: إنما خص وقت الضحى بالقسم، لأنها الساعة التي كلم فيها موسى عليه السلام، وألقي فيها السحرة سجدا، لقوله: وأن يحشر الناس ضحى [طه: 59]. وقيل: أريد بالضحى: النهار، بيانه قوله: أن يأتيهم بأسنا ضحى [الأعراف: 98]. في مقابلة "بياتا". سجى سكن وركد ظلامه. وقيل: ليلة ساجية ساكنة الريح. وقيل: معناه: سكون الناس والأصوات فيه. وسجا البحر: سكنت أمواجه. وطرف ساج: ساكن فاتر. ما ودعك جواب القسم. ومعناه: ما قطعك قطع المودع. وقرئ بالتخفيف، يعني: ما تركك. قال [من الطويل]:
وثم ودعنا آل عمرو وعامر فرائس أطراف المثقفة السمر
والتوديع: مبالغة في الودع; لأن من ودعك مفارقا فقد بالغ في تركك. روي: أن الوحي قد تأخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أياما، فقال المشركون: إن محمدا ودعه ربه وقلاه. [ ص: 391 ] وقيل: إن أم جميل امرأة أبي لهب قالت له: يا محمد ، ما أرى شيطانك إلا قد تركك، فنزلت. حذف الضمير من قلى كحذفه من "الذاكرات" في قوله: والذاكرين الله كثيرا والذاكرات [الأحزاب: 35]. يريد: والذاكراته ونحوه: "فآوى... فهدى... فأغنى" وهو اختصار لفظي لظهور المحذوف.