ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شيء وأنـزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما
[ ص: 148 ] ولولا فضل الله عليك ورحمته أي : عصمته وألطافه وما أوحي إليك من الاطلاع على سرهم لهمت طائفة منهم من بني ظفر أن يضلوك عن القضاء بالحق وتوخي طريق العدل ، مع علمهم أن الجاني هو صاحبهم ، فقد روي أن ناسا منهم كانوا يعلمون كنه القصة وما يضلون إلا أنفسهم : لأن وباله عليهم وما يضرونك من شيء لأنك إنما عملت بظاهر الحال ، وما كان يخطر ببالك أن الحقيقة على خلاف ذلك وعلمك ما لم تكن تعلم : من خفيات الأمور وضمائر القلوب ، أو من أمور الدين والشرائع ، ويجوز أن يراد بالطائفة بنو ظفر ، ويرجع الضمير في "منهم" إلى الناس ، وقيل : الآية في المنافقين .