وترى كثيرا منهم يسارعون في الإثم والعدوان وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون   لولا  [ ص: 264 ] ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون   
الإثم : الكذب بدليل قوله تعالى : عن قولهم الإثم  والعدوان   : الظلم ، وقيل : الإثم كلمة الشرك ، وقولهم : عزير ابن الله ، وقيل : الإثم ما يختص بهم ، والعدوان : ما يتعداهم إلى غيرهم ، والمسارعة في الشيء : الشروع فيه بسرعة لبئس ما كانوا يصنعون  كأنهم جعلوا آثم من مرتكبي المناكير لأن كل عامل لا يسمى صانعا ، ولا كل عمل يسمى صناعة حتى يتمكن فيه ويتدرب وينسب إليه ، وكأن المعنى في ذلك أن مواقع المعصية معه الشهوة التي تدعوه إليها وتحمله على ارتكابها ، وأما الذي ينهاه فلا شهوة معه في فعل غيره ، فإذا فرط في الإنكار كان أشد حالا من المواقع ، ولعمري إن هذه الآية مما يقذ السامع وينعي على العلماء توانيهم ، وعن  ابن عباس   - رضي الله عنهما - : هي أشد آية في القرآن ، وعن  الضحاك :  ما في القرآن آية أخوف عندي منها . 
				
						
						
