nindex.php?page=treesubj&link=28976_27521_28662_28723_29706_30523_30532_30558_32429_34090_34132nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=73لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم nindex.php?page=treesubj&link=28976_19703_19721_20011_28723_29694_30520_30538nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=74أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم nindex.php?page=treesubj&link=28976_31791_31979_31989_32409_34274_34330nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=75ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون
"من" في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=73وما من إله إلا إله واحد للاستغراق وهي القدرة مع "لا" التي لنفي الجنس في قولك : لا إله إلا الله والمعنى : وما إله قط في الوجود إلا إله موصوف بالوحدانية لا ثاني له ، وهو الله وحده لا شريك له ، و "من" في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=73ليمسن الذين كفروا منهم : للبيان كالتي في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=30فاجتنبوا الرجس من الأوثان [الحج : 30] فإن قلت : فهلا قيل : ليمسنهم عذاب أليم . قلت : في إقامة الظاهر مقام المضمر فائدة وهي تكرير الشهادة عليهم بالكفر في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=73لقد كفر الذين قالوا : وفي البيان فائدة أخرى وهي الإعلام في تفسير "والذين كفروا منهم" أنهم بمكان من الكفر ، والمعنى : ليمسن الذين كفروا من النصارى خاصة
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=73عذاب أليم أي : نوع شديد الألم من العذاب كما تقول : أعطني عشرين من الثياب ، تريد من الثياب خاصة لا من غيرها من الأجناس التي يجوز أن يتناولها عشرون ، ويجوز أن تكون للتبعيض ، على معنى : ليمسن الذين بقوا على الكفر منهم ، لأن كثيرا منهم تابوا من النصرانية
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=74أفلا يتوبون : ألا يتوبون بعد هذه الشهادة المكررة عليهم بالكفر ، وهذا الوعيد الشديد مما هم عليه ، وفيه تعجيب من إصرارهم
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=74والله غفور رحيم يغفر لهؤلاء إن تابوا ولغيرهم
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=75قد خلت من قبله الرسل صفة لـ “رسول" ، أي : ما هو إلا رسول من جنس الرسل الذين خلوا من قبله جاء بآيات من الله كما أتوا بأمثالها ، أن أبرأ الله الأبرص وأحيا الموتى على يده ، فقد أحيا
[ ص: 277 ] العصا وجعلها حية تسعى ، وفلق بها البحر ، وطمس على يد
موسى . وإن خلقه من غير ذكر ، فقد خلق
آدم من غير ذكر ولا أنثى
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=75وأمه صديقة أي : وما أمه أيضا إلا كصديقة كبعض النساء المصدقات للأنبياء المؤمنات بهم ، فما منزلتهما إلا منزلة بشرين : أحدهما نبي ، والآخر صحابي . فمن أين اشتبه عليكم أمرهما حتى وصفتموهما بما لم يوصف به سائر الأنبياء وصحابتهم؟ مع أنه لا تميز ولا تفاوت بينهما وبينهم بوجه من الوجوه . ثم صرح ببعدهما عما نسب إليهما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=75كانا يأكلان الطعام لأن من احتاج إلى الاغتذاء بالطعام وما يتبعه من الهضم والنفض لم يكن إلا جسما مركبا من عظم ولحم وعروق وأعصاب وأخلاط وأمزجة مع شهوة وقرم وغير ذلك مما يدل على أنه مصنوع مؤلف مدبر كغيره من الأجسام
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=75كيف نبين لهم الآيات أي : الأعلام من الأدلة الظاهرة على بطلان قولهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=75أنى يؤفكون : كيف يصرفون عن استماع الحق وتأمله . فإن قلت : ما معنى التراخي في قوله : "ثم انظر"؟ قلت : معناه ما بين العجبين ، يعني أنه بين لهم الآيات بيانا عجيبا ، وأن إعراضهم عنها أعجب منه .
nindex.php?page=treesubj&link=28976_27521_28662_28723_29706_30523_30532_30558_32429_34090_34132nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=73لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٍ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ nindex.php?page=treesubj&link=28976_19703_19721_20011_28723_29694_30520_30538nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=74أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ nindex.php?page=treesubj&link=28976_31791_31979_31989_32409_34274_34330nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=75مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ
"مِنْ" فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=73وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٍ وَاحِدٌ لِلِاسْتِغْرَاقِ وَهِيَ الْقُدْرَةُ مَعَ "لا" الَّتِي لِنَفْيِ الْجِنْسِ فِي قَوْلِكَ : لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَالْمَعْنَى : وَمَا إِلَهٌ قَطُّ فِي الْوُجُودِ إِلَّا إِلَهٌ مَوْصُوفٌ بِالْوَحْدَانِيَّةِ لا ثَانِيَ لَهُ ، وَهُوَ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، وَ "مِنْ" فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=73لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ : لِلْبَيَانِ كَالَّتِي فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=30فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ [الْحَجِّ : 30] فَإِنْ قُلْتَ : فَهَلَّا قِيلَ : لَيَمَسَّنَّهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ . قُلْتُ : فِي إِقَامَةِ الظَّاهِرِ مَقَامَ الْمُضْمَرِ فَائِدَةٌ وَهِيَ تَكْرِيرُ الشَّهَادَةِ عَلَيْهِمْ بِالْكُفْرِ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=73لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا : وَفِي الْبَيَانِ فَائِدَةٌ أُخْرَى وَهِيَ الْإِعْلامِ فِي تَفْسِيرِ "وَالَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ" أَنَّهُمْ بِمَكَانٍ مِنَ الْكَفْرِ ، وَالْمَعْنَى : لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّصَارَى خَاصَّةً
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=73عَذَابٌ أَلِيمٌ أَيْ : نَوْعٌ شَدِيدُ الْأَلَمِ مِنَ الْعَذَابِ كَمَا تَقُولُ : أَعْطِنِي عِشْرِينَ مِنَ الثِّيَابِ ، تُرِيدُ مِنَ الثِّيَابِ خَاصَّةً لا مِنْ غَيْرِهَا مِنَ الْأَجْنَاسِ الَّتِي يَجُوزُ أَنْ يَتَنَاوَلَهَا عِشْرُونَ ، وَيَجُوزَ أَنْ تَكُونَ لِلتَّبْعِيضِ ، عَلَى مَعْنَى : لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ بَقُوا عَلَى الْكُفْرِ مِنْهُمْ ، لِأَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ تَابُوا مِنَ النَّصْرَانِيَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=74أَفَلا يَتُوبُونَ : أَلا يَتُوبُونَ بَعْدَ هَذِهِ الشَّهَادَةِ الْمُكَرَّرَةِ عَلَيْهِمْ بِالْكُفْرِ ، وَهَذَا الْوَعِيدُ الشَّدِيدُ مِمَّا هُمْ عَلَيْهِ ، وَفِيهِ تَعْجِيبٌ مِنْ إِصْرَارِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=74وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ يَغْفِرُ لِهَؤُلاءِ إِنْ تَابُوا وَلِغَيْرِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=75قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ صِفَةٌ لِـ “رَسُولٌ" ، أَيْ : مَا هُوَ إِلَّا رَسُولٌ مِنْ جِنْسِ الرُّسُلِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِ جَاءَ بِآيَاتٍ مِنَ اللَّهِ كَمَا أَتَوْا بِأَمْثَالِهَا ، أَنْ أَبْرَأَ اللَّهُ الْأَبْرَصَ وَأَحْيَا الْمَوْتَى عَلَى يَدِهِ ، فَقَدْ أَحْيَا
[ ص: 277 ] الْعَصَا وَجَعَلَهَا حَيَّةً تَسْعَى ، وَفَلَقَ بِهَا الْبَحْرَ ، وَطَمَسَ عَلَى يَدِ
مُوسَى . وَإِنْ خَلَقَهُ مِنْ غَيْرِ ذَكَرٍ ، فَقَدْ خَلَقَ
آدَمَ مِنْ غَيْرِ ذَكَرٍ وَلا أُنْثَى
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=75وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ أَيْ : وَمَا أُمُّهُ أَيْضًا إِلَّا كَصِدِّيقَةٍ كَبَعْضِ النِّسَاءِ الْمُصَدِّقَاتِ لِلْأَنْبِيَاءِ الْمُؤْمِنَاتِ بِهِمْ ، فَمَا مَنْزِلَتُهُمَا إِلَّا مَنْزِلَةُ بَشَرَيْنِ : أَحَدُهُمَا نَبِيٌّ ، وَالْآخَرُ صَحَابِيٌّ . فَمِنْ أَيْنَ اشْتَبَهَ عَلَيْكُمْ أَمْرُهُمَا حَتَّى وَصَفْتُمُوهُمَا بِمَا لَمْ يُوصَفْ بِهِ سَائِرُ الْأَنْبِيَاءِ وَصَحَابَتُهُمْ؟ مَعَ أَنَّهُ لا تَمَيُّزَ وَلا تَفَاوُتَ بَيْنَهُمَا وَبَيْنَهُمْ بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ . ثُمَّ صَرَّحَ بِبُعْدِهِمَا عَمَّا نُسِبَ إِلَيْهِمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=75كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ لِأَنَّ مَنِ احْتَاجَ إِلَى الاغْتِذَاءِ بِالطَّعَامِ وَمَا يَتْبَعُهُ مِنَ الْهَضْمِ وَالنَّفْضِ لَمْ يَكُنْ إِلَّا جِسْمًا مُرَكَّبًا مِنْ عَظْمٍ وَلَحْمٍ وَعُرُوقٍ وَأَعْصَابٍ وَأَخْلاطٍ وَأَمْزِجَةٍ مَعَ شَهْوَةٍ وَقَرَمٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ مَصْنُوعٌ مُؤَلَّفٌ مُدَبَّرٌ كَغَيْرِهِ مِنَ الْأَجْسَامِ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=75كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ أَيِ : الْأَعْلامَ مِنَ الْأَدِلَّةِ الظَّاهِرَةِ عَلَى بُطْلانِ قَوْلِهِمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=75أَنَّى يُؤْفَكُونَ : كَيْفَ يُصْرَفُونَ عَنِ اسْتِمَاعِ الْحَقِّ وَتَأَمُّلِهِ . فَإِنْ قُلْتَ : مَا مَعْنَى التَّرَاخِي فِي قَوْلِهِ : "ثُمَّ انْظُرْ"؟ قُلْتُ : مَعْنَاهُ مَا بَيْنَ الْعَجَبَيْنِ ، يَعْنِي أَنَّهُ بَيَّنَ لَهُمُ الْآيَاتِ بَيَانًا عَجِيبًا ، وَأَنَّ إِعْرَاضَهُمْ عَنْهَا أَعْجَبُ مِنْهُ .