جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام والهدي والقلائد ذلك لتعلموا أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض وأن الله بكل شيء عليم اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم
البيت الحرام : عطف بيان على جهة المدح ، لا على جهة التوضيح ، كما تجيء الصفة كذلك قياما للناس : انتعاشا لهم في أمر دينهم ودنياهم ، ونهوضا إلى أغراضهم ومقاصدهم في معاشهم ومعادهم ، لما يتم لهم من أمر حجهم وعمرتهم وتجارتهم ، وأنواع منافعهم ، وعن لو تركوه عاما واحدا لم ينظروا ولم [ ص: 299 ] يؤخروا عطاء بن أبي رباح : والشهر الحرام : الشهر الذي يؤدى فيه الحج ، وهو ذو الحجة ، لأن لاختصاصه من بين الأشهر بإقامة موسم الحج فيه شأنا قد عرفه الله تعالى ، وقيل : عنى به جنس الأشهر الحرم والهدي والقلائد : والمقلد منه خصوصا وهو البدن ، لأن الثواب فيه أكثر ، وبهاء الحج معه أظهر ، "ذلك" : إشارة إلى جعل الكعبة قياما للناس ، أو إلى ما ذكر من حفظ حرمة الإحرام بترك الصيد وغيره لتعلموا أن الله يعلم كل شيء وهو عالم بما يصلحكم وما ينعشكم مما أمركم به وكلفكم شديد العقاب لمن انتهك محارمه غفور رحيم لمن حافظ عليها .