قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم
قرئ : "هذا يوم ينفع" بالرفع والإضافة ، وبالنصب إما على أنه ظرف لـ “قال" وإما على أن "هذا" مبتدأ ، والظرف خبر ، ومعناه : هذا الذي ذكرنا من كلام عيسى واقع يوم ينفع ، ولا يجوز أن يكون فتحا ، كقوله تعالى : يوم لا تملك [الانفطار : 19] لأنه مضاف إلى متمكن ، وقرأ "يوم ينفع" بالتنوين ، كقوله تعالى : الأعمش : واتقوا يوما لا تجزي نفس [ ص: 319 ] [البقرة : 48] فإن قلت : ما معنى قوله : ينفع الصادقين صدقهم؟ إن أريد صدقهم في الآخرة فليست الآخرة بدار عمل ، وإن أريد صدقهم في الدنيا فليس بمطابق لما ورد فيه ; لأنه في معنى الشهادة لعيسى -عليه السلام - بالصدق فيما يجيب به يوم القيامة؟ قلت : معناه الصدق المستمر بالصادقين في دنياهم وآخرتهم ، وعن : متكلمان تكلما يوم القيامة . أما إبليس فقال : إن الله وعدكم وعد الحق ، فصدق يومئذ وكان قبل ذلك كاذبا ، فلم ينفعه صدقه ، وأما قتادة عيسى - عليه السلام - فكان صادقا في الحياة وبعد الممات فنفعه صدقه .