[ ص: 335 ] nindex.php?page=treesubj&link=28977_30296_30339_30351_34124_34299_34513nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=27ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين nindex.php?page=treesubj&link=28977_30339_30351_30454_30549nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=28بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=27ولو ترى : جوابه محذوف تقديره : " ولو ترى لرأيت أمرا شنيعا"
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=27وقفوا على النار : أروها حتى يعاينوها ، أو اطلعوا عليها اطلاعا هي تحتهم ، أو أدخلوها فعرفوا مقدار عذابها من قولك : وقفته على كذا ، إذا فهمته وعرفته .
وقرئ : " وقفوا" ، على البناء للفاعل ، ومن وقف عليه وقوفا
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=27يا ليتنا نرد : تم تمنيهم ، ثم ابتدؤوا
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=27ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين : واعدين الإيمان ، كأنهم قالوا : ونحن لا نكذب ، ونؤمن على وجه الإثبات ، شبهه
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه بقولهم : " دعني ولا أعود" ، بمعنى : دعني وأنا لا أعود ، تركتني أو لم تتركني ، ويجوز أن يكون معطوفا على " نرد" ، أو حالا على معنى : " يا ليتنا نرد غير مكذبين وكائنين من المؤمنين" ، فيدخل تحت حكم التمني .
فإن قلت : يدفع ذلك قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=28وإنهم لكاذبون ; لأن المتمني لا يكون كاذبا .
[ ص: 336 ] قلت : هذا تمن قد تضمن معنى العدة ، فجاز أن يتعلق به التكذيب ، كما يقول الرجل : ليت الله يرزقني مالا ، فأحسن إليك ، وأكافئك على صنيعك ، فهذا متمن في معنى الواعد ، فلو رزق مالا ، ولم يحسن إلى صاحبه ، ولم يكافئه ، كذب ، كأنه قال : إن رزقني الله مالا ، كافأتك على الإحسان .
وقرئ : " ولا نكذب ونكون " بالنصب ، بإضمار " أن " على جواب التمني ، ومعناه : إن رددنا لم نكذب ، ونكن من المؤمنين ، :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=28بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل : من قبائحهم ، وفضائحهم في صحفهم ، وبشهادة جوارحهم عليهم ; فلذلك تمنوا ما تمنوا ضجرا ، لا أنهم عازمون على أنهم لو ردوا لآمنوا .
وقيل : هو في المنافقين ، وأنه يظهر نفاقهم الذي كانوا يسرونه ، وقيل : هو في أهل الكتاب ، وأنه يظهر لهم ما كانوا يخفونه من صحة نبوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=28ولو ردوا : إلى الدنيا بعد وقوفهم على النار
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=28لعادوا لما نهوا عنه : من الكفر والمعاصي
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=28وإنهم لكاذبون : فيما وعدوا من أنفسهم لا يفون به .
[ ص: 335 ] nindex.php?page=treesubj&link=28977_30296_30339_30351_34124_34299_34513nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=27وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ nindex.php?page=treesubj&link=28977_30339_30351_30454_30549nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=28بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=27وَلَوْ تَرَى : جَوَابُهُ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ : " وَلَوْ تَرَى لَرَأَيْتَ أَمْرًا شَنِيعًا"
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=27وُقِفُوا عَلَى النَّارِ : أَرَوْهَا حَتَّى يُعَايِنُوهَا ، أَوِ اطَّلَعُوا عَلَيْهَا اطِّلاعًا هِيَ تَحْتَهُمْ ، أَوْ أُدْخِلُوهَا فَعَرَفُوا مِقْدَارَ عَذَابِهَا مِنْ قَوْلِكِ : وَقَّفْتُهُ عَلَى كَذَا ، إِذَا فَهَّمْتَهُ وَعَرَّفْتَهُ .
وَقُرِئَ : " وَقَفُوا" ، عَلَى الْبِنَاءِ لِلْفَاعِلِ ، وَمِنْ وَقَفَ عَلَيْهِ وُقُوفًا
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=27يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ : تَمَّ تَمَنِّيهِمْ ، ثُمَّ ابْتَدَؤُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=27وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ : وَاعِدِينَ الْإِيمَانَ ، كَأَنَّهُمْ قَالُوا : وَنَحْنُ لا نَكْذِبُ ، وَنُؤْمِنُ عَلَى وَجْهِ الْإِثْبَاتِ ، شَبَّهَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ بِقَوْلِهِمْ : " دَعْنِي وَلا أَعُودُ" ، بِمَعْنَى : دَعْنِي وَأَنَا لا أَعُودُ ، تَرَكْتَنِي أَوْ لَمْ تَتْرُكْنِي ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْطُوفًا عَلَى " نُرَدُّ" ، أَوْ حَالًا عَلَى مَعْنَى : " يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ غَيْرَ مُكَذِّبِينَ وَكَائِنِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ" ، فَيَدْخُلُ تَحْتَ حُكْمِ التَّمَنِّي .
فَإِنْ قُلْتَ : يَدْفَعُ ذَلِكَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=28وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ; لِأَنَّ الْمُتَمَنِّيَ لا يَكُونُ كَاذِبًا .
[ ص: 336 ] قُلْتُ : هَذَا تَمَنٍّ قَدْ تَضَمَّنَ مَعْنَى الْعِدَةِ ، فَجَازَ أَنْ يَتَعَلَّقَ بِهِ التَّكْذِيبُ ، كَمَا يَقُولُ الرَّجُلُ : لَيْتَ اللَّهَ يَرْزُقُنِي مَالًا ، فَأُحْسِنَ إِلَيْكَ ، وَأُكَافِئَكَ عَلَى صَنِيعِكَ ، فَهَذَا مُتَمَنٍّ فِي مَعْنَى الْوَاعِدِ ، فَلَوْ رُزِقَ مَالًا ، وَلَمْ يُحْسِنْ إِلَى صَاحِبِهِ ، وَلَمْ يُكَافِئْهُ ، كَذَبَ ، كَأَنَّهُ قَالَ : إِنْ رَزَقَنِي اللَّهُ مَالًا ، كَافَأْتُكَ عَلَى الْإِحْسَانِ .
وَقُرِئَ : " وَلا نُكَذِّبَ وَنَكُونَ " بِالنَّصْبِ ، بِإِضْمَارِ " أَنْ " عَلَى جَوَابِ التَّمَنِّي ، وَمَعْنَاهُ : إِنْ رُدِدْنَا لَمْ نُكَذِّبْ ، وَنَكُنْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=28بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ : مِنْ قَبَائِحِهِمْ ، وَفَضَائِحِهِمْ فِي صُحُفِهِمْ ، وَبِشَهَادَةِ جَوَارِحِهِمْ عَلَيْهِمْ ; فَلِذَلِكَ تَمَنَّوْا مَا تَمَنَّوْا ضَجَرًا ، لا أَنَّهُمْ عَازِمُونَ عَلَى أَنَّهُمْ لَوْ رُدُّوا لَآمَنُوا .
وَقِيلَ : هُوَ فِي الْمُنَافِقِينَ ، وَأَنَّهُ يَظْهَرُ نِفَاقُهُمُ الَّذِي كَانُوا يُسِرُّونَهُ ، وَقِيلَ : هُوَ فِي أَهْلِ الْكِتَابِ ، وَأَنَّهُ يَظْهَرُ لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَهُ مِنْ صِحَّةِ نُبُوَّةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=28وَلَوْ رُدُّوا : إِلَى الدُّنْيَا بَعْدَ وُقُوفِهِمْ عَلَى النَّارِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=28لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ : مِنَ الْكُفْرِ وَالْمَعَاصِي
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=28وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ : فِيمَا وَعَدُوا مِنْ أَنْفُسِهِمْ لا يَفُونَ بِهِ .