لئن جاءتهم آية : من مقترحاتهم ليؤمنن بها قل إنما الآيات عند الله : وهو قادر عليها ، ولكنه لا ينزلها إلا على موجب الحكمة ، أو إنما الآيات عند الله ، لا عندي ، [ ص: 387 ] فكيف أجيبكم إليها وآتيكم بها وما يشعركم : وما يدريكم أنها : أن الآية التي تقترحونها إذا جاءت لا يؤمنون بها يعني : أنا أعلم أنها إذا جاءت لا يؤمنون بها ، وأنتم لا تدرون بذلك ; وذلك أن المؤمنين كانوا يطمعون في إيمانهم إذا جاءت تلك الآية ، ويتمنون مجيئها ، فقال - عز وجل - : "وما يدريكم أنهم لا يؤمنون" ، على معنى : أنهم لا يدرون ما سبق علمي به من أنهم لا يؤمنون به ; ألا ترى إلى قوله : كما لم يؤمنوا به أول مرة [الأنعام : 110] وقيل : "أنهآ" بمعنى : "لعلها " ، من قول العرب : ائت السوق أنك تشتري لحما ; وقال امرؤ القيس : [من الكامل]
عوجا على الطلل المحيل لأننا نبكي الديار كما بكى ابن خذام
وتقويها قراءة "لعلها إذا جاءت لا يؤمنون" ، وقرئ : بالكسر ، على أن الكلام قد تم قبله بمعنى : "وما يشعركم ما يكون منهم" ، ثم أخبرهم بعلمه فيهم ، فقال : إنها إذا جاءت ، لا يؤمنون البتة ، ومنهم من جعل "لا" : مزيدة في قراءة الفتح ، وقرئ : "وما يشعرهم أنها إذا جاءت لا يؤمنون" ، أي : يحلفون بأنهم يؤمنون عند مجيئها ، وما يشعرهم أن تكون قلوبهم حينئذ كما كانت عند نزول القرآن وغيره من الآيات مطبوعا عليها فلا يؤمنوا بها . أبي :