وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون
[ ص: 389 ] وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا : وكما خلينا ببينك وبين أعدائك ، وكذلك فعلنا بمن قبلك من الأنبياء وأعدائهم ، لم نمنعهم من العدواة ، لما فيه من الامتحان الذي هو سبب ظهور الثبات والصبر ، وكثر الثواب والأجر ، وانتصب : "شياطين" : على البدل من عدوا ، أو على أنهما مفعولان ; كقوله وجعلوا لله شركاء الجن [الأنعام : 100] يوحي بعضهم إلى بعض : يوسوس شياطين الجن إلى شياطين الإنس ، وكذلك بعض الجن إلى بعض ، وبعض الإنس إلى بعض ، وعن إن شيطان الإنس أشد علي من شيطان الجن ; لأني إذا تعوذت بالله ذهب شيطان الجن عني ، وشيطان الإنس يجيئني فيجرني إلى المعاصي عيانا مالك بن دينار : زخرف القول : ما يزينه من القول والوسوسة والإغراء على المعاصي ويموهه ، "غرورا" : خدعا وأخذا على غرة ولو شاء ربك ما فعلوه : ما فعلوا ذلك ، أي : ما عادوك ، أو ما أوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول بأن يكفهم ، ولا يخليهم وشأنهم .