والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون   ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون   
 [ ص: 425 ] والوزن يومئذ الحق  يعني : وزن الأعمال ، والتمييز بين راجحها ، وخفيفها ، ورفعه على الابتداء ، وخبره : " يومئذ " ، و "الحق " : صفته ، أي : والوزن يوم يسأل الله الأمم ورسلهم الوزن الحق ، أي : العدل ، وقرئ : "القسط" ، واختلف في كيفية الوزن ، فقيل : توزن صحف الأعمال بميزان له لسان وكفتان ، تنظر إليه الخلائق ; تأكيدا للحجة ، وإظهارا للنصفة ، وقطعا للمعذرة ، كما يسألهم عن أعمالهم فيعترفون بها بألسنتهم ، وتشهد بها عليهم أيديهم ، وأرجلهم ، وجلودهم ، وتشهد عليهم الأنبياء ، والملائكة ، والأشهاد ، وكما تثبت في صحائفهم فيقرءونها في موقف الحساب . 
وقيل : هي عبارة عن القضاء السوي والحكم العادل فمن ثقلت موازينه   : جمع ميزان أو موزون ، أي : فمن رجحت أعماله الموزونة التي لها وزن وقدر ، وهي الحسنات ، أو ما توزن به حسناتهم ، وعن  الحسن   : وحق لميزان توضع فيه الحسنات أن يثقل ، وحق لميزان توضع فيه السيئات أن يخف بآياتنا يظلمون   : يكذبون بها ظلما ; كقوله : فظلموا بها   [الأعراف : 103] . 
				
						
						
