وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون
الفاحشة : ما تبالغ في قبحه من الذنوب ، أي : إذا فعلوها اعتذروا بأن آباءهم كانوا يفعلونها فاقتدوا بهم ، وبأن الله - تعالى- أمرهم بأن يفعلوها ، وكلاهما باطل من العذر ; [ ص: 437 ] لأن أحدهما تقليد والتقليد ليس بطريق للعلم .
والثاني : افتراء على الله ، وإلحاد في صفاته ، كانوا يقولون : لو كره الله منا ما نفعله لنقلنا عنه ، وعن : إن الله - تعالى - بعث الحسن محمدا - صلى الله عليه وسلم - إلى العرب ، وهم قدرية مجبرة ، يحملون ذنوبهم على الله ; وتصديق قول الله تعالى : وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء ; لأن فعل القبح مستحيل عليه ; لعدم الداعي ، ووجود الصارف ، فكيف يأمر بفعله أتقولون على الله ما لا تعلمون : إنكار لإضافتهم القبيح إليه ، وشهادة على أن مبنى قولهم على الجهل المفرط ، وقيل : المراد بالفاحشة : طوافهم بالبيت عراة .