ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل قد خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون
[ ص: 449 ] فصلناه على علم : عالمين كيف نفصل أحكامه ، ومواعظه ، وقصصه ، وسائر معانيه ، حتى جاء حكيما قيما غير ذي عوج .
قرأ ابن محيصن : "فضلناه" ، بالضاد المعجمة ، بمعنى : فضلناه على جميع الكتب ، عالمين أنه أهل للتفضيل عليها ، و هدى ورحمة : حال من منصوب "فصلناه" ، كما أن على علم حال من مرفوعه إلا تأويله : إلا عاقبة أمره ، وما يؤول إليه من تبين صدقه ، وظهور صحة ما نطق به من الوعد والوعيد قد جاءت رسل ربنا بالحق أي : تبين وصح أنهم جاءوا بالحق : " نرد " : جملة معطوفة على الجملة قبلها ، داخلة معها في حكم الاستفهام ; كأنه قيل : هل لنا من شفعاء ، أو هل نرد ، ورافعه وقوعه موقعا يصلح للاسم ، كما تقول ابتداء : هل يضرب زيد؟ ولا يطلب له فعل آخر يعطف عليه ، فلا يقدر : هل يشفع لنا شافع أو نرد .
وقرأ ابن أبي إسحاق : " أو نرد " ، بالنصب عطفا على " فيشفعوا لنا " ، أو تكون " أو " بمعنى " حتى أن " أي : يشفعوا لنا حتى نرد فنعمل ، وقرأ بنصب : " نرد " ورفع " فنعمل " بمعنى : فنحن نعمل . الحسن