العفو : ضد الجهد ، أي : خذ ما عفا لك من أفعال الناس وأخلاقهم وما أتى منهم ، وتسهل من غير كلفة ، ولا تداقهم ، ولا تطلب منهم الجهد ، وما يشق عليهم ; حتى لا ينفروا ; كقوله - صلى الله عليه وسلم - : قال [من الطويل] : "يسروا ولا تعسروا"
[ ص: 545 ]
خذي العفو مني تستديمي مودتي ولا تنطقي في سورتي حين أغضب
وقيل : خذ الفضل وما تسهل من صدقاتهم ; وذلك قبل نزول آية الزكاة ، فلما نزلت ، أمر أن يأخذهم بها طوعا أو كرها ، والعرف : المعروف والجميل من الأفعال وأعرض عن الجاهلين : ولا تكافئ السفهاء بمثل سفههم ، ولا تمارهم ، واحلم عنهم ، وأغض على ما يسوؤك منهم ، وقيل : لما نزلت الآية ، سأل " جبريل" ، فقال : لا أدري حتى أسأل ، ثم رجع ، فقال : "يا محمد ، إن ربك أمرك أن تصل من قطعك ، وتعطي من حرمك ، وتعفو عمن ظلمك" وعن أمر الله نبيه - عليه الصلاة والسلام - بمكارم الأخلاق ، وليس في القرآن آية أجمع لمكارم الأخلاق منها . جعفر الصادق :