يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزئوا إن الله مخرج ما تحذرون
كانوا يستهزؤون بالإسلام وأهله، وكانوا يحذرون أن يفضحهم الله بالوحي فيهم; حتى قال بعضهم: والله لا أرانا إلا شر خلق الله، لوددت أني قدمت فجلدت مائة جلدة; وألا ينزل فينا شيء يفضحنا، والضمير في: "عليهم وتنبئهم" للمؤمنين، "وفي قلوبهم": للمنافقين، وصح ذلك، لأن المعنى يقود إليه، ويجوز أن تكون الضمائر للمنافقين; لأن السورة إذا نزلت في معناهم، فهي نازلة عليهم، ومعنى: "تنبئهم بما في قلوبهم"، كأنها تقول لهم: في قلوبكم كيت وكيت، يعني: أنها تذيع أسرارهم عليهم حتى يسمعوها مذاعة منتشرة فكأنها تخبرهم بها. وقيل: معنى يحذر: الأمر بالحذر، أي: ليحذر المنافقون .
فإن قلت: الحذر واقع على إنزال السورة في قوله: يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة فما معنى قوله: مخرج ما تحذرون ؟
قلت: معناه: محصل مبرز إنزال السورة، أو أن الله مظهر ما كنتم تحذرونه، أي: تحذرون إظهاره من نفاقكم .