ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون
الضعفاء : الهرمى والزمنى، والذين لا يجدون: الفقراء ، وقيل: هم مزينة، وجهينة، وبنو عذرة، والنصح لله ورسوله: الإيمان بهما، وطاعتهما في السر والعلن، وتوليهما; والحب والبغض فيهما، كما يفعل الموالي الناصح بصاحبه، على المحسنين : على المعذورين الناصحين، ومعنى لا سبيل عليهم: لا جناح عليهم، ولا طريق للعاتب عليهم، قلت لا أجد : حال من الكاف في "أتوك"، وقد قبله مضمرة، كما قيل في قوله: أو جاءوكم حصرت صدورهم أي: إذا ما أتوك قائلا لا أجد، تولوا : ولقد حصر الله المعذورين في التخلف الذين ليس لهم في أبدانهم استطاعة، والذين عدموا آلة الخروج، والذين سألوا المعونة فلم يجدوها، وقيل: "المستحملون": وأصحابه . وقيل: البكاؤون، وهم ستة نفر من أبو موسى الأشعري الأنصار، تفيض من الدمع : كقولك: تفيض دمعا، وهو أبلغ من يفيض دمعها، لأن العين جعلت كأن كلها دمع فائض، و "من": للبيان كقولك: أفديك من رجل، ومحل الجار والمجرور النصب على التمييز، ألا يجدوا : لئلا يجدوا . ومحله نصب على أنه مفعول له، وناصبه المفعول له الذي هو حزنا .