[ ص: 178 ] وأن أقم وجهك للدين حنيفا ولا تكونن من المشركين
فإن قلت: عطف قوله: وأن أقم على: "أن أكون": فيه إشكال، لأن "أن": لا تخلو من أن تكون التي للعبارة، أو التي تكون مع الفعل في تأويل المصدر، فلا يصح أن تكون للعبارة، وإن كان الأمر مما يتضمن معنى القول; لأن عطفها على الموصولة يأبى ذلك، والقول بكونها موصولة مثل الأولى، لا يساعد عليه لفظ الأمر، وهو: "أقم"، لأن الصلة حقها أن تكون جملة تحتمل الصدق والكذب .
قلت: قد سوغ أن توصل "أن" بالأمر والنهي، وشبه ذلك بقولهم: أنت الذي تفعل، على الخطاب; لأن الغرض وصلها بما تكون معه في معنى المصدر، والأمر والنهي دالان على المصدر دلالة غيرهما من الأفعال، سيبويه أقم وجهك : استقم إليه، ولا تلتفت يمينا ولا شمالا، و حنيفا : حال من الدين، أو من الوجه .