فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد
جعلنا عاليها سافلها : جعل جبريل جناحه في أسفلها، ثم رفعها إلى السماء حتى سمع أهل السماء نباح الكلاب، وصياح الديكة، ثم قلبها عليهم وأتبعوا الحجارة من فوقهم، من سجيل : قيل: هي كلمة معربة من سنككل، بدليل قوله: "حجارة من طين"، وقيل: "هي من أسجله"; إذا أرسله; لأنها ترسل على الظالمين، ويدل عليه قوله: لنرسل عليهم حجارة [الذاريات: 33]، وقيل: مما كتب الله أن يعذب به من السجل، وسجل لفلان، منضود : نضد في السماء نضدا معدا للعذاب، وقيل: يرسل بعضه في أثر بعض متتابعا، المسومة : معلمة للعذاب، وعن كانت معلمة ببياض وحمرة، وقيل: عليها سيما يعلم بها أنها ليست من حجارة الأرض، وقيل: مكتوب على كل واحد: اسم [ ص: 223 ] من يرمي به، الحسن: وما هي : من كل ظالم ببعيد، وفيه وعيد لأهل مكة، وعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أنه سأل جبريل عليه السلام ؟ فقال: يعني ظالمي أمتك، ما من ظالم منهم إلا وهو بعرض حجر يسقط عليه من ساعة إلى ساعة. وقيل: الضمير: للقرى، أي: هي قريبة من ظالمي مكة يمرون بها في مسايرهم، ببعيد : بشيء بعيد، ويجوز أن يراد: وما هي بمكان بعيد; لأنها وإن كانت في السماء وهي مكان بعيد، إلا أنها إذا هوت منها فهي أسرع شيء لحوقا بالمرمى، فكأنها بمكان قريب منه .