لا بد من مضاف محذوف تقديره: ومثل داعي الذين كفروا، كمثل الذي ينعق : أو: ومثل الذين كفروا كبهائم الذي ينعق، والمعنى: ومثل داعيهم إلى الإيمان- في أنهم لا يسمعون من الدعاء إلا جرس النغمة ودوي الصوت، من غير إلقاء أذهان ولا استبصار- كمثل الناعق بالبهائم، التي لا تسمع إلا دعاء الناعق ونداءه الذي هو تصويت بها وزجر [ ص: 357 ] لها، ولا تفقه شيئا آخر ولا تعي، كما يفهم العقلاء ويعون، ويجوز أن يراد بما لا يسمع: الأصم الأصلخ، الذي لا يسمع من كلام الرافع صوته بكلامه إلا النداء والتصويت لا غير، من غير فهم للحروف.
وقيل: معناه: ومثلهم في اتباعهم آباءهم وتقليدهم كمثل البهائم التي لا تسمع إلا ظاهر الصوت ولا تفهم ما تحته; فكذلك هؤلاء يتبعونهم على ظاهر حالهم ولا يفقهون أهم على حق أم باطل؟ وقيل معناه: ومثلهم في دعائهم الأصنام كمثل الناعق بما لا يسمع، إلا أن قوله: إلا دعاء ونداء : لا يساعد عليه; لأن الأصنام لا تسمع شيئا، والنعيق: التصويت، يقال: نعق المؤذن، ونعق الراعي بالضأن، قال [من الكامل]: الأخطل
فانعق بضأنك يا جرير فإنما منتك نفسك في الخلاء ضلالا
وأما "نغق الغراب" فبالغين المعجمة.
"صم" هم صم، وهو رفع على الذم.