nindex.php?page=treesubj&link=28982_30434_30437_30539nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=106فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق nindex.php?page=treesubj&link=28982_29723_30431_30539_34092_34513nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=107خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد
قراءة العامة بفتح الشين، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن: "شقوا" بالضم، كما قرئ: "سعدوا"، والزفير: إخراج النفس، والشهيق: رده; قال
الشماخ [من الطويل]:
بعيد مدى التطريب أول صوته ... زفير ويتلوه شهيق محشرج
( ما دامت السماوات والأرض ) : فيه وجهان:
أحدهما: أن تراد سموات الآخرة وأرضها وهي دائمة مخلوقة للأبد، والدليل على أن لها سموات وأرضا قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=48يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات [إبراهيم: 48]; وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=74وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء [الزمر: 74]; ولأنه لا بد لأهل الآخرة مما يقلهم ويظلهم: إما سماء يخلقها الله، أو يظلهم العرش، وكل ما أظلك فهو سماء .
والثاني: أن يكون عبارة عن التأييد ونفي الانقطاع، كقول
العرب: ما دام تعار، وما أقام ثبير، وما لاح كوكب، وغير ذلك من كلمات التأبيد.
فإن قلت: فما معنى: الاستثناء في قوله: ( إلا ما شاء ربك ) ، وقد ثبت خلود أهل الجنة والنار في الأبد من غير استثناء ؟
قلت: هو استثناء من الخلود في عذاب النار، ومن الخلود في نعيم الجنة; وذلك أن أهل النار لا يخلدون في عذاب النار وحده، بل يعذبون بالزمهرير وبأنواع من العذاب سوى عذاب النار، وبما هو أغلظ منها كلها وهو سخط الله عليهم وخسوءه لهم وإهانته إياهم، وكذلك أهل الجنة لهم سوى الجنة ما هو أكبر منها وأجل موقعا منهم، وهو رضوان الله، كما قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=72وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر [التوبة: 72]، ولهم ما يتفضل الله به عليهم سوى ثواب الجنة مما لا يعرف كنهه إلا هو، فهو المراد بالاستثناء، والدليل عليه
[ ص: 238 ] قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=108عطاء غير مجذوذ ومعنى قوله في مقابلته:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=107إن ربك فعال لما يريد أنه يفعل بأهل النار ما يريد من العذاب، كما يعطي أهل الجنة عطاءه الذي لا انقطاع له، فتأمله; فإن القرآن يفسر بعضه بعضا، ولا يخدعنك عنه قول المجبرة، إن المراد بالاستثناء خروج أهل الكبائر من النار بالشفاعة، فإن الاستثناء الثاني ينادي على تكذيبهم، ويسجل بافترائهم، وما ظنك بقوم نبذوا كتاب الله لما روى لهم بعض الثوابت عن
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص : ليأتين على جهنم يوم تصفق فيه أبوابها ليس فيها أحد; وذلك بعد ما يلبثون فيها أحقابا، وقد بلغني أن من الضلال من اغتر بهذا الحديث، فاعتقد أن الكفار لا يخلدون في النار، وهذا ونحوه والعياذ بالله من الخذلان المبين -زادنا الله هداية إلى الحق ومعرفة بكتابه- وتنبيها على أن نعقل عنه، ولئن صح هذا عن
nindex.php?page=showalam&ids=13ابن العاص، فمعناه: أنهم يخرجون من حر النار إلى برد الزمهرير; فذلك خلو جهنم وصفق أبوابها، وأقول: ما كان
nindex.php?page=showalam&ids=13لابن عمرو في سيفيه، ومقاتلته بهما
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب رضي الله عنه ما يشغله عن تسيير هذا الحديث .
nindex.php?page=treesubj&link=28982_30434_30437_30539nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=106فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ nindex.php?page=treesubj&link=28982_29723_30431_30539_34092_34513nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=107خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبُّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ
قِرَاءَةُ الْعَامَّةِ بِفَتْحِ الشِّينِ، وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ: "شَقُوا" بِالضَّمِّ، كَمَا قُرِئَ: "سَعِدُوا"، وَالزَّفِيرُ: إِخْرَاجُ النَّفَسِ، وَالشَّهِيقُ: رَدُّهُ; قَالَ
الشَّمَّاخُ [مِنَ الطَّوِيلِ]:
بَعِيدُ مَدَى التَّطْرِيبِ أَوَّلُ صَوْتِهِ ... زَفِيرٌ وَيَتْلُوهُ شَهِيقٌ مُحَشْرَجُ
( مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأرض ) : فِيهِ وَجْهَانِ:
أَحَدُهُمَا: أَنْ تُرَادَ سَمَوَاتُ الْآخِرَةِ وَأَرْضُهَا وَهِيَ دَائِمَةٌ مَخْلُوقَةٌ لِلْأَبَدِ، وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ لَهَا سَمَوَاتٍ وَأَرْضًا قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=48يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضُ وَالسَّمَاوَاتُ [إِبْرَاهِيمُ: 48]; وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=74وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ [الزُّمَرُ: 74]; وَلِأَنَّهُ لَا بُدَّ لِأَهْلِ الْآخِرَةِ مِمَّا يُقِلُّهُمْ وَيُظِلُّهُمْ: إِمَّا سَمَاءٌ يَخْلُقُهَا اللَّهُ، أَوْ يُظِلُّهُمُ الْعَرْشُ، وَكُلُّ مَا أَظَلَّكَ فَهُوَ سَمَاءٌ .
وَالثَّانِي: أَنْ يَكُونَ عِبَارَةً عَنِ التَّأْيِيدِ وَنَفْيِ الِانْقِطَاعِ، كَقَوْلِ
الْعَرَبِ: مَا دَامَ تُعَارُ، وَمَا أَقَامَ ثَبِيرٌ، وَمَا لَاحَ كَوْكَبٌ، وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنْ كَلِمَاتِ التَّأْبِيدِ.
فَإِنْ قُلْتَ: فَمَا مَعْنَى: الِاسْتِثْنَاءِ فِي قَوْلِهِ: ( إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ ) ، وَقَدْ ثَبَتَ خُلُودُ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ فِي الْأَبَدِ مِنْ غَيْرِ اسْتِثْنَاءٍ ؟
قُلْتُ: هُوَ اسْتِثْنَاءٌ مِنَ الْخُلُودِ فِي عَذَابِ النَّارِ، وَمِنَ الْخُلُودِ فِي نَعِيمِ الْجَنَّةِ; وَذَلِكَ أَنَّ أَهْلَ النَّارِ لَا يُخَلَّدُونَ فِي عَذَابِ النَّارِ وَحْدَهُ، بَلْ يُعَذَّبُونَ بِالزَّمْهَرِيرِ وَبِأَنْوَاعٍ مِنَ الْعَذَابِ سِوَى عَذَابِ النَّارِ، وَبِمَا هُوَ أَغْلَظُ مِنْهَا كُلِّهَا وَهُوَ سُخْطُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وَخُسُوءُهُ لَهُمْ وَإِهَانَتُهُ إِيَّاهُمْ، وَكَذَلِكَ أَهْلُ الْجَنَّةِ لَهُمْ سِوَى الْجَنَّةِ مَا هُوَ أَكْبَرُ مِنْهَا وَأَجَلُّ مَوْقِعًا مِنْهُمْ، وَهُوَ رِضْوَانُ اللَّهِ، كَمَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=72وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ [التَّوْبَةُ: 72]، وَلَهُمْ مَا يَتَفَضَّلُ اللَّهُ بِهِ عَلَيْهِمْ سِوَى ثَوَابِ الْجَنَّةِ مِمَّا لَا يَعْرِفُ كُنْهَهُ إِلَّا هُوَ، فَهُوَ الْمُرَادُ بِالِاسْتِثْنَاءِ، وَالدَّلِيلُ عَلَيْهِ
[ ص: 238 ] قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=108عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ وَمَعْنَى قَوْلِهِ فِي مُقَابَلَتِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=107إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ أَنَّهُ يَفْعَلُ بِأَهْلِ النَّارِ مَا يُرِيدُ مِنَ الْعَذَابِ، كَمَا يُعْطِي أَهْلَ الْجَنَّةِ عَطَاءَهُ الَّذِي لَا انْقِطَاعَ لَهُ، فَتَأَمَّلْهُ; فَإِنَّ الْقُرْآنَ يُفَسِّرُ بَعْضُهُ بَعْضًا، وَلَا يَخْدَعَنَّكَ عَنْهُ قَوْلُ الْمُجْبِرَةِ، إِنَّ الْمُرَادَ بِالِاسْتِثْنَاءِ خُرُوجُ أَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنَ النَّارِ بِالشَّفَاعَةِ، فَإِنَّ الِاسْتِثْنَاءَ الثَّانِيَ يُنَادِي عَلَى تَكْذِيبِهِمْ، وَيُسَجِّلُ بِافْتِرَائِهِمْ، وَمَا ظَنُّكَ بِقَوْمٍ نَبَذُوا كِتَابَ اللَّهِ لِمَا رَوَى لَهُمْ بَعْضُ الثَّوَابِتِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=13عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ : لِيَأْتِيَنَّ عَلَى جَهَنَّمَ يَوْمٌ تُصَفِّقُ فِيهِ أَبْوَابُهَا لَيْسَ فِيهَا أَحَدٌ; وَذَلِكَ بَعْدَ مَا يَلْبَثُونَ فِيهَا أَحْقَابًا، وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ مِنَ الضُّلَّالِ مَنِ اغْتَرَّ بِهَذَا الْحَدِيثِ، فَاعْتَقَدَ أَنَّ الْكُفَّارَ لَا يُخَلَّدُونَ فِي النَّارِ، وَهَذَا وَنَحْوُهُ وَالْعِيَاذُ بِاللَّهِ مِنَ الْخِذْلَانِ الْمُبِينِ -زَادَنَا اللَّهُ هِدَايَةً إِلَى الْحَقِّ وَمَعْرِفَةً بِكِتَابِهِ- وَتَنْبِيهًا عَلَى أَنْ نَعْقِلَ عَنْهُ، وَلَئِنْ صَحَّ هَذَا عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13ابْنِ الْعَاصِ، فَمَعْنَاهُ: أَنَّهُمْ يَخْرُجُونَ مِنْ حَرِّ النَّارِ إِلَى بَرْدِ الزَّمْهَرِيرِ; فَذَلِكَ خُلُوُّ جَهَنَّمَ وَصَفْقُ أَبْوَابِهَا، وَأَقُولُ: مَا كَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=13لِابْنِ عَمْرٍو فِي سَيْفَيْهِ، وَمُقَاتَلَتِهِ بِهِمَا
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَا يَشْغَلُهُ عَنْ تَسْيِيرِ هَذَا الْحَدِيثِ .