وجاءوا أباهم عشاء يبكون قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين
[ ص: 262 ] وعن "عشيا": على تصغير عشي، يقال: لقيته عشيا وعشيانا، وأصيلا وأصيلانا، ورواه الحسن: : "عشى" بضم العين والقصر، وقال: "عشوا" من البكاء، وروى أن امرأة حاكمت إلى ابن جني فبكت، فقال له شريح : يا الشعبي أبا أمية، أما تراها تبكي؟ فقال: قد جاء إخوة يوسف يبكون وهم ظلمة، ولا ينبغي لأحد أن يقضي إلا بما أمر أن يقضي به من السنة المرضية، وروي أنه لما سمع صوتهم فزع وقال: مالكم يا بني ؟ هل أصابكم في غنمكم شيء ؟ قالوا: لا، قال: فما لكم وأين يوسف؟ قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق : أي: نتسابق، والافتعال والتفاعل يشتركان كالانتضال والتناضل، والارتماء والترامي، وغير ذلك، والمعنى: نتسابق في العدو أو في الرمي، وجاء في التفسير: ننتضل، بمؤمن لنا : بمصدق لنا، ولو كنا صادقين : ولو كنا عندك من أهل الصدق والثقة، لشدة محبتك ليوسف، فكيف وأنت سيئ الظن بنا، غير واثق بقولنا؟