وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون
المراودة: مفاعلة، من راد يرود إذا جاء وذهب، كأن المعنى: خادعته عن نفسه، أي: فعلت ما يفعل المخادع لصاحبه عن الشيء الذي لا يريد أن يخرجه من يده، يحتال أن يغلبه عليه ويأخذه منه، وهي عبارة عن التحمل لمواقعته إياها، وغلقت الأبواب : قيل: كانت سبعة، وقرئ: "هيت" بفتح الهاء وكسرها مع فتح التاء، وبناؤها كبناء أين، وعيط، وهيت كجير، وهيت كحيث، وهئت بمعنى: تهيأت، يقال: هاء يهيء، كجاء تجيء: إذا تهيأ، وهيئت لك، واللام من صلة الفعل، وأما في الأصوات فللبيان; كأنه قيل: لك أقول هذا، كما تقول: هلم لك، معاذ الله : أعوذ بالله معاذا ، إنه : إن الشأن والحديث، ربي : سيدي ومالكي، يريد قطفير، أحسن مثواي : حين قال لك: أكرمي مثواه، فما جزاؤه أن أخلفه في أهله سوء الخلافة وأخونه فيهم، إنه لا يفلح الظالمون : الذين يجازون الحسن بالسيئ، وقيل: أراد الزناة; لأنهم ظالمون أنفسهم، وقيل: أراد الله تعالى، لأنه مسبب الأسباب.